الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
تنبيهات أحدها : ظاهر قوله ( وإن اشتبه طاهر بطهور توضأ من كل واحد منهما ) أنه يتوضأ وضوأين كاملين ، من هذا وضوءا كاملا منفردا ، ومن [ ص: 76 ] الآخر كذلك ، وهو أحد الوجهين . وصرح بذلك ، وجزم به في المغني ، والكافي ، والهادي ، والوجيز ، وابن رزين ، والحاوي الكبير ، وابن عبدوس في تذكرته ، والمنتخب ، والمنور ، والإفادات ، وغيرهم ، وقدمه في الرعايتين ، والحاوي الصغير ، والنظم ، وهو ظاهر كلامه [ في الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والتلخيص ، والشرح ، والمذهب الأحمد ، وإدراك الغاية ، والمحرر ] والخلاصة ، وابن منجا في شرحه ، والفائق ، وابن عبيدان ، وغيرهم . قال في مجمع البحرين : هذا قول أكثر الأصحاب . ذكره آخر الباب . والوجه الثاني : أنه يتوضأ وضوءا واحدا ، من هذا غرفة ، ومن هذا غرفة ، وهو المذهب قال ابن تميم : هذا أصح الوجهين قال في تجريد العناية : يتوضأ وضوءا واحدا في الأظهر قال في القواعد الأصولية ، في القاعدة السادسة عشر : مذهبنا يتوضأ منها وضوءا واحدا ، وقدمه في الفروع . ومجمع البحرين . وأطلقهما في القواعد الأصولية في موضع آخر . وتظهر فائدة الخلاف : إذا كان عنده طهور بيقين . فمن يقول " يتوضأ وضوأين " لا يصحح الوضوء منهما . ومن يقول " وضوءا واحدا : من هذا غرفة ومن هذا غرفة " يصحح الوضوء كذلك مع الطهور المتيقن .

الثاني : ظاهر قوله " توضأ " أنه لا يتحرى ، وهو صحيح ، وهو المذهب . وعليه الأصحاب . وذكر في الرعاية قولا بالتحري ، إذا اشتبه الطهور بمائع طاهر غير الماء .

التالي السابق


الخدمات العلمية