الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( و ) من الخبر أيضا : ما هو محتمل للصدق والكذب ( فالأول ) وهو ما علم صدقه . قد تقدمت أنواعه التي منها ما هو ( ضروري بنفسه كمتواتر . وبغيره كموافق لضروري ونظري ، كخبر الله تعالى ورسوله والإجماع وخبر من وافق أحدها أو ثبت فيه صدقه . ) ( و ) القسم ( الثاني ) من الخبر وهو المعلوم كذبه . قد تقدمت أنواعه أيضا . ومنها ( ما خالف ما علم صدقه ) . ( و ) أما القسم ( الثالث ) من الخبر ، وهو المحتمل للصدق والكذب فثلاثة أنواع . أحدها ( ما ظن صدقه كعدل ) أي كخبر العدل ، لرجحان صدقه على كذبه ، ويتفاوت في الظن ( و ) النوع الثاني : ما ظن ( كذبه ك ) خبر ( كذاب ) لرجحان كذبه على صدقه . وهو متفاوت أيضا ( و ) النوع الثالث : ما ( شك فيه ك ) خبر ( مجهول ) الحال .

فإنه يستوي فيه الاحتمالان لعدم المرجح ( وليس كل خبر لم يعلم صدقه ) يكون ( كذبا ) قال القاضي عضد الدين : وقول قوم : كل خبر لم يعلم صدقه كذب [ ص: 257 ] باطل . واستدلوا لقولهم بأنه لو كان صدقا لنصب عليه دليل ، كخبر مدعي الرسالة .

فإنه إذا كان صدقا دل عليه بالمعجزة . وهذا الاستدلال فاسد ، لجريان مثله في نقيض ما أخبر به إذا أخبر به آخر . فيلزم اجتماع النقيضين ، ويعلم بالضرورة وقوع الخبر بهما ، أي بالإخبار بشيء وبنقيضه . وأيضا فإنه يلزم العلم بكذب كل شاهد ; إذ لا يعلم صدقه إلا بدليل ، والعلم بكذب كل مسلم في دعوى إسلامه ; إذ لا دليل على ما في باطنه . وذلك باطل بالإجماع

التالي السابق


الخدمات العلمية