الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                        صفحة جزء
                        فذهب الجمهور ، ومنهم الأشعري ، والقاضي أبو بكر الباقلاني ، ومن المعتزلة أبو [ ص: 744 ] الهذيل ، وأبو هاشم ، وأتباعهم إلى أنها تنقسم إلى قسمين :

                        ( الأول ) : ما كان منها قطعيا معلوما بالضرورة أنه من الدين ، كوجوب الصلوات الخمس ، وصوم رمضان ، وتحريم الزنا ، والخمر ، فليس كل مجتهد فيها بمصيب ، بل الحق فيها واحد فالموافق له مصيب والمخطئ غير معذور وكفره جماعة منهم لمخالفته للضروري ، وإن كان فيها دليل قاطع وليست من الضروريات الشرعية ; فقيل : إن قصر فهو مخطئ آثم ، وإن لم يقصر فهو مخطئ غير آثم .

                        قال ابن السمعاني : ويشبه أن يكون سبب غموضها امتحانا من الله لعباده ، ليفاضل بينهم في درجات العلم ، ومراتب الكرامة ، كما قال تعالى : يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات وقال وفوق كل ذي علم عليم .

                        التالي السابق


                        الخدمات العلمية