الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6509 2987 - (6545) - (2 \ 165) عن أبيه عبد الله بن عمرو، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صم يوما ولك عشرة "، قلت: زدني، قال: " صم يومين ولك تسعة "، قلت: زدني قال: " صم ثلاثة ولك ثمانية ".

التالي السابق


* قوله: "صم يوما ولك عشرة": الظاهر أن المراد: صم يوما من عشرة، ولك أجر عشرة بتمامها؛ بمقتضى: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها [الأنعام: 160] لكن لا يوافقه ما بعده ظاهرا، إلا أن يقال: جاء ذلك على سبيل الزجر له على عدم قبوله الرخصة؛ لبيان أنه بسببه استحق نقصان الأجر، وهو بعيد؛ إذ لو كان ذلك لما توقف عبد الله عن قبول الرخصة ظاهرا، والأقرب أن يقال: أمره أولا بصوم يوم من عشرة، ثم بصوم يومين من تسعة، ثم بصوم ثلاثة من ثمانية، ومعنى قوله: ولك عشرة أو تسعة أو ثمانية؛ أي: لك بقية ذلك، تنتفع بها، وتستريح فيها، أو لك أجر بقية ذلك، فاكتف عن صومها بالأجر؛ لأن المقصود [ ص: 326 ] الأصلي الأجر، وهو حاصل، وأما حمل اللفظ على أنه أمره بصوم يوم أو يومين أو ثلاثة من أحد عشر يوما، فبعيد.

وقد جاء في مسلم: "صم من كل عشرة يوما، ولك أجر تسعة" وفي رواية: "صم يوما، ولك أجر ما بقي" ثم قال: "صم يومين، ولك أجر ما بقي" ثم قال: "صم ثلاثة، ولك أجر ما بقي" فقيل في توجيهه: "صم يوما من عشرة، ويومين من عشرين": حتى يصح قوله: "ولك أجر ما بقي" على قاعدة: إن الحسنة بعشر أمثالها، وهذا المعنى لا يناسب السياق، ويجعل الكلام خلوا عن الفائدة.

والوجه أن يقال: إنه بالنسبة إلى عشرة واحدة، والمراد: "صم يوما من العشرة، واكتف عن باقي الأيام بالأجر، أو يومين أو ثلاثة منها، واكتف عن الباقي بالأجر" ثم الظاهر أن بعض التصرفات في رواية هذا الحديث وقع من بعض الرواة، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية