الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير :

                                                                                                                                                                                                                                      (فتى موسى ) : هو يوشع بن نون بن إفراييل بن يوسف بن يعقوب عليهم السلام ، ويقال : إنه ابن أخت موسى عليه السلام ، وقيل له : (فتاه ) ، لأنه كان يخدمه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 201 ] ومعنى لا أبرح : لا أزال ، أي : لا أبرح سائرا ، فأضمر الخبر .

                                                                                                                                                                                                                                      و مجمع البحرين في قول قتادة : بحر الروم ، [وبحر فارس ، (بحر الروم ) ] : مما يلي الغرب ، (وبحر فارس ) : مما يلي الشرق ، وعد أن يلتقي الخضر هناك .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله أو أمضي حقبا : (الحقب ) : و (الحقبة ) : زمن من الدهر غير محدود ، وجمع (الحقب ) : (أحقاب ) ، وقيل : (أحقاب ) جمع (حقب ) ، (حقب ) : جمع (حقبة ) .

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن عمر : (الحقب ) : ثمانون سنة ، ابن عباس : الدهر ، مجاهد : سبعون سنة ، الفراء : (الحقب ) في لغة قيس : سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله {نسيا حوتهما : قيل : الذي نسيه يوشع وحده ، فنسب إليهما ، كما قال : يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان [الرحمن :22 ] ، وإنما يخرج من أحدهما ، ونسب الحوت إليهما ، لأنهما تزوداه ، وقيل : نسي موسى أن يتقدم إلى يوشع في أمر الحوت بشيء ، ونسي يوشع أن يخبره بذهاب الحوت في البحر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فاتخذ سبيله في البحر سربا : قال ابن عباس وغيره : أحيي الحوت ، [ ص: 202 ] فأخذ طريقه في البحر مسلكا ، قال : وصار أثر الحوت في الماء كالحجر ، والضمير للحوت ، فكأنه قال : سرب الحوت في البحر سربا ، وقيل : الضمير لموسى عليه السلام ، والمعنى : واتخذ موسى سبيل الحوت في البحر سربا ، و (السرب ) : المذهب ، والمسلك ، وكان الحوت - فيما روي - سمكة مملوحة .

                                                                                                                                                                                                                                      فلما جاوزا أي : جازوا المكان الذي انسرب فيه الحوت .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا أي : تعبا ، فتذكر يوشع ، وقد كان نسي أن يخبر موسى بانسراب الحوت في الماء ، فقال : إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت ؛ أي : نسيت انسرابه في البحر ، أنسانيه الشيطان أن أذكره لك .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : واتخذ سبيله في البحر عجبا أي : اتخذ موسى طريق الحوت في البحر عجبا ، عن ابن عباس ، ومجاهد ، وغيرهما .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل المعنى : واتخذ الحوت سبيله في البحر عجبا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : هو جواب من موسى ليوشع حين قال يوشع : واتخذ سبيله في البحر ، فقال موسى : {عجبا} ! أي : أعجبوا عجبا ! فيوقف على هذا على في البحر ، ولا يوقف عليه على ما تقدم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 203 ] وقوله : قال ذلك ما كنا نبغ أي : قال موسى : ذلك ما كنا نطلب ، لأنه جعل له علامة للطريق التي توصله إلى الاجتماع بالخضر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فارتدا على آثارهما قصصا أي : رجعا يقصان الأثر .

                                                                                                                                                                                                                                      يروى : أن موسى ويوشع اتبعا أثر الحوت وقد يبس الماء في ممره فصار طريقا ، فأتيا جزيرة ، فوجدا الخضر قائما يصلي .

                                                                                                                                                                                                                                      قال النبي صلى الله عليه وسلم : "سمي الخضر ، لأنه جلس على فروة بيضاء فاهتزت خضراء " .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا ؟ فقال له الخضر : قال إنك لن تستطيع معي صبرا ، بمعنى أنه سيرى شيئا ظاهره منكر ، فلا يصبر عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها : قلع الخضر منها - فيما ذكره المفسرون- لوحين .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : لقد جئت شيئا إمرا أي منكرا ، عن مجاهد ، وقتادة .

                                                                                                                                                                                                                                      أبو عبيدة : داهية عظيمة .

                                                                                                                                                                                                                                      الكسائي : هو الشيء الشديد ، من قولهم : (أمر القوم ) ، إذا كثروا ، واشتد [ ص: 204 ] أمرهم ، وهو الاسم ، والمصدر : الأمر ، بالفتح .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : قال لا تؤاخذني بما نسيت : قال أبي بن كعب : أي : غفلت ، وعنه أيضا : لم ينس موسى ، لكنه من معاريض الكلام .

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس : المعنى : تركت العهد ، يعني : تركه عهده في ألا يسأله .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : إنه نسي في الأولى ، فاعتذر ، ولم ينس في الثانية ، فلذلك لم يعتذر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ولا ترهقني من أمري عسرا أي : لا تلحق بي ، من قولهم : (رهقه الشيء ) ، إذا غشيه .

                                                                                                                                                                                                                                      أبو زيد : (أرهقته عسرا ) كلفته ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء : ولا ترهقني : لا تعجلني .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله : قيل : قتله ، لأن الله تعالى أعلمه أنه لو بلغ لكان كافرا ، وأرهق أبويه طغيانا وكفرا ، وروي معناه عن النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : نفسا زكية أي : بريئة من الذنوب .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : لقد جئت شيئا نكرا أي : منكرا ، قتادة : النكر أشد من الإمر ، فالمعنى : لقد جئت شيئا أنكر من الأول ، وقال غيره : الإمر أشد من النكر ؛ لأن تغريق جماعة أشد من قتل نفس واحدة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض : أخبر عن الجدار بالإرادة مجازا ، [ ص: 205 ] و (الانقضاض ) : السقوط بسرعة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر : تقدم القول في (المسكين ) ، واشتقاقه ، وقيل : لم تكن للمساكين ، إنما كانوا يعملون فيها بالأجرة .

                                                                                                                                                                                                                                      فأردت أن أعيبها أي : ليراها الملك الغاصب ؛ فيتركها ، ثم يعيدون ما قلع منها .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وكان وراءهم ملك أي : أمامهم ، عن قتادة وغيره ، ومنه : من ورائه جهنم [الجاثية : 10 ) ، وقيل : كان خلفهم ؛ أي : على طريقهم إذا رجعوا وأصله : مما توارى واستتر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين : [أي : فكان كافرا ، وأبواه مؤمنين ، وحذف لدلالة المعنى ] ، وكذلك قرأ ابن عباس فيما روي عنه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا : قيل : إنه من قول الخضر ، وقيل : هو إخبار من الله عز وجل عن نفسه ؛ ومعناه في الوجهين : فعلمنا ، وقيل : كرهنا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 206 ] ومعنى يرهقهما طغيانا وكفرا : يلحقهما ذلك ، ويحملهما عليه ، وفي الخبر : أن الغلام كان يفسد في الأرض ، ويمنع منه أبواه ؛ لشرفهما ، فإذا شكي إليهما ؛ حلف إنه ما فعل ، وحلفا على قوله وهما يظنانه صادقا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة أي : إسلاما ، عن ابن جبير ، الفراء : صلاحا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وأقرب رحما أي : أبر بوالديه من المقتول ، عن قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس : بدلا منه جارية ، ولد من نسلها سبعون نبيا .

                                                                                                                                                                                                                                      ابن جبير : كانت أمه حاملا ؛ فولدت غلاما مسلما .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنـز لهما الآية :

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن عباس ، ومجاهد ، وغيرهما : كان الكنز صحف علم ، وقال جعفر بن محمد : (كان لوحا من ذهب مكتوبا فيه سطران ونصف سطر ، والذي كان مكتوبا فيه : "عجبا للموقن بالرزق كيف يتعب ؟ ! وعجبا للموقن بالحساب كيف يغفل ؟ ! وعجبا للموقن بالموت كيف يفرح ؟ ! " ، وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين [الأنبياء : 47 ] ) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 207 ] وروي عن الحسن وغيره من المفسرين قريب من ذلك باختلاف في بعض ألفاظه ، وقيل : كان الكنز لوحين فيهما حكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وما فعلته عن أمري : يدل على أنه أوحي به إليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ويسألونك عن ذي القرنين} : روى عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل ذكرته في "الكبير " : ["أن ذا القرنين كان شابا من الروم " ، وقيل في سبب تسميته ] : إنه سمي ذا القرنين ؛ لأنه ضرب على قرنه ، فهلك ، ثم أحيي ، ثم ضرب على قرنه الآخر ، فهلك ، قال علي رضي الله عنه : لم يكن ذو القرنين نبيا ، ولا ملكا ، ولكنه كان عبدا صالحا ، وذكر من ضربه على قرنيه ما قدمناه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : سمي ذا القرنين ؛ لأن صفحتي رأسه كانتا من نحاس ، وقيل : سمي بذلك ؛ لأنه بلغ قرني الشمس ، وقيل : سمي بذلك ؛ لأنه كانت له [ ص: 208 ] ضفيرتان ، وقيل : لأنه بلغ قطري المشرق والمغرب .

                                                                                                                                                                                                                                      وذكر ابن وهب عن النبي صلى الله عليه وسلم : "أنه كان يعلق سلاحه بقرون الثريا ، وكان له حمار يضع حافره منتهى بصره " .

                                                                                                                                                                                                                                      وكان اسمه الإسكندر ، وقيل : كان اسمه مرزبا بن مرزبة ، وكان من ولد يونان بن يافث بن نوح عليه السلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وروي : أنه خرج يطلب نهر الحياة ، وكان على مقدمته الخضر ، فوقع الخضر على نهر الحياة ، ولم يقع عليه ذو القرنين .

                                                                                                                                                                                                                                      وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : كان ذو القرنين ملكا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وآتيناه من كل شيء سببا أي : علما ، يتسبب به إلى ما يريد ، عن ابن عباس ، وقتادة ، وغيرهما .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فأتبع سببا أي : طريقا بين المشرق والمغرب ، عن مجاهد ، وقتادة ، وغيرهما .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وجدها تغرب في عين حمئة أي : ذات حمأة ، عن ابن عباس ، ومجاهد ، وغيرهما .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 209 ] قال كعب الأحبار : في التوراة : أن الشمس تغرب في ماء وطين .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : {حامية} القراءات ؛ فمعناه : حارة ، ويجوز أن يكون الأصل : (حامئة ) ؛ فخففت الهمزة ، فتكون كالأولى ، ويجوز أن تكون حارة ذات حمأة ، فتجتمع فيها القراءتان جميعا .

                                                                                                                                                                                                                                      القتبي : يجوز أن تكون العين في البحر ، والشمس تغيب وراءها .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا : استدل قوم بهذا على أن ذا القرنين نبي ، ويجوز أن يكون خوطب بذلك على لسان نبي .

                                                                                                                                                                                                                                      وخير ذو القرنين بين هذين الحكمين ، كما خير محمد صلى الله عليه وسلم بقوله : فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم [المائدة : 42 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : المعنى : قلنا : يا محمد ؟ قالوا : يا ذا القرنين ؛ لأن بعده : أما من ظلم فسوف نعذبه ، والعبد لا يخاطب ربه بهذا .

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى {نعذبه} : نعذبه بالقتل ، عن قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا يعني : عذاب الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 210 ] وقوله : وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى : قيل : المعنى : فله جزاء الطاعة ، وقيل : {الحسنى} : لا إله إلا الله ، و (جزاؤها ) : الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن نون {جزاء} ونصبه ؛ فـ {الحسنى} على قراءته يراد بها : الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وسنقول له من أمرنا يسرا أي : قولا جميلا ، وقيل : معروفا ، وقيل : نعلمه في الدنيا ما نيسر له مما يقربه إلى ربه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا : قال الحسن : إذا طلعت نزلوا في الماء حتى تغرب ، وقيل : هم قوم [من] الزنج ليس في بلادهم جبل ولا بنيان ؛ وإنما يدخلون أسرابا لهم إذا طلعت الشمس .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : {كذلك} ؛ أي : كالذين تغرب عليهم الشمس .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وقد أحطنا بما لديه خبرا أي : أحطنا بما عند مطلع الشمس علما .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 211 ] وقوله : حتى إذا بلغ بين السدين يعني : الجبلين ، قيل : جبلي ، أرمينية وأذربيجان ، ويقال : إن السد في منقطع أرض الترك مما يلي المشرق .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وجد من دونهما قوما قيل : من الإنس ، وقيل : أمة صالحة من الجن .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : قال ما مكني فيه ربي خير أي : ما أعطاني من القوة والملك خير من خرجكم ، ولكن أعينوني بقوة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : آتوني زبر الحديد يعني : قطع الحديد ، عن ابن عباس ، ومجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : حتى إذا ساوى بين الصدفين أي : بين الجبلين .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : حتى إذا جعله نارا يعني : أنه أوقد على الحديد حتى صار كالنار .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : قال آتوني أفرغ عليه قطرا أي : آتوني نحاسا أفرغه عليه ، عن ابن عباس ، ومجاهد ، وغيرهما .

                                                                                                                                                                                                                                      أبو عبيدة : (القطر ) : الحديد المذاب ، قال : وجعله قوم من الرصاص ، وأصله من (القطر ) ، وكل ذلك إذا أذيب قطر .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 212 ] وقوله : فما اسطاعوا أن يظهروه أي : ما استطاعوا أن يعلوا عليه ؛ لطوله واملاسه ، وما استطاعوا له نقبا : من أسفله .

                                                                                                                                                                                                                                      ويروى : أن طوله من الجبل إلى الجبل مئة فرسخ ، وارتفاعه في الهواء مد البصر ، وعرضه خمسون فرسخا ، وحشوه الصخور ، وطينه النحاس ، وقد ذكرنا قطعة من أخبار يأجوج ومأجوج في "الكبير " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية