الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها : قال ابن عباس وسعيد بن جبير: إنما هو (حتى تستأذنوا) ; ومعنى ذلك والله أعلم: أن معنى {تستأنسوا} راجع إلى (تستأذنوا) ، ولا تصح رواية من روى أن الكاتب غلط فيها.

                                                                                                                                                                                                                                      و (الاستئناس) في اللغة: الاستعلام، ومنه: فإن آنستم منهم رشدا [النساء:6].

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 520 ] وعن ابن عباس: أن في الكلام تقديما وتأخيرا; والمعنى حتى تسلموا على أهلها، وتستأنسوا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال بعض المفسرين: معنى حتى تستأنسوا : أن يعلم الداخل أن المدخول عليه لا يكره دخوله.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: (الاستئناس) : التنخم، والتنحنح.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم استثنى الله ـ عز وجل ـ البيوت التي على الطرق التي ينزلها المسافرون، فقال: ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال عكرمة، والحسن: هذا نسخ لبعض ما في الآية الأولى، نسخ منها البيوت التي هي غير مسكونة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: الآيتان محكمتان; فالأولى: في البيوت التي لها أرباب، والثانية: في البيوت التي لا أرباب لها.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 521 ] مجاهد: كانت بيوتا في طرق المدينة، يجعل الناس فيها أمتعتهم.

                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن الحنفية: هي بيوت الخانات والسوق.

                                                                                                                                                                                                                                      جابر بن زيد: ليس يعني بـ (المتاع) الجهاز، إنما هو البيت ينظر إليه، والخربة يدخلها; لقضاء حاجته، وكل متاع الدنيا منفعة.

                                                                                                                                                                                                                                      ولا تدخل البيوت التي في الخانات التي ينفرد بها الناس إلا بإذن في قول سائر العلماء.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية