الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1515 حدثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا حدثنا حماد عن ثابت عن أبي بردة عن الأغر المزني قال مسدد في حديثه وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( عن الأغر ) : بفتح الهمزة والغين المعجمة وتشديد الراء ( المزني ) : نسبة إلى قبيلة مزينة مصغرا وقيل الجهني له صحبة وليس له في الكتب الستة سوى هذا الحديث ذكره ميرك ( ليغان ) : بضم الياء بصيغة المجهول من الغين وأصله الغيم لغة .

                                                                      قال في النهاية : وغينت السماء تغان إذا أطبق عليها الغيم ، وقيل الغين شجر ملتف أراد ما يغشاه من السهو الذي لا يخلو منه البشر لأن قلبه أبدا كان مشغولا بالله تعالى ، فإن عرض له وقتا ما عارض بشري يشغله عن أمور الأمة والملة ومصالحهما عد ذلك ذنبا وتقصيرا فيفرغ إلى الاستغفار انتهى .

                                                                      وقال في المرقاة : أي يطبق ويغشى أو يستر ويغطي على قلبي عند إرادة ربي انتهى .

                                                                      وقال السيوطي : هذا من المتشابه الذي لا يعلم معناه . وقد وقف الأصمعي إمام اللغة على تفسيره وقال لو كان قلب غير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لتكلمت عليه انتهى .

                                                                      [ ص: 279 ] قال السندي : وحقيقته بالنظر إلى قلب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا تدرى ، وإن قدره صلى الله عليه وسلم أجل وأعظم مما يخطر في كثير من الأوهام فالتفويض في مثله أحسن ، نعم القدر المقصود بالإفهام مفهوم وهو أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يحصل له حالة داعية إلى الاستغفار فيستغفر كل يوم مائة مرة فكيف غيره والله أعلم .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه مسلم .




                                                                      الخدمات العلمية