الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1234 حدثنا عثمان بن أبي شيبة وابن المثنى وهذا لفظ ابن المثنى قالا حدثنا أبو أسامة قال ابن المثنى قال أخبرني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده أن عليا رضي الله عنه كان إذا سافر سار بعد ما تغرب الشمس حتى تكاد أن تظلم ثم ينزل فيصلي المغرب ثم يدعوا بعشائه فيتعشى ثم يصلي العشاء ثم يرتحل ويقول هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع قال عثمان عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي سمعت أبا داود يقول وروى أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد الله يعني ابن أنس بن مالك أن أنسا كان يجمع بينهما حين يغيب الشفق ويقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك ورواية الزهري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله [ ص: 76 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 76 ] ( قال ) : أبو أسامة ( أخبرني عبد الله ) : وهذا لفظ ابن المثنى ، وأما عثمان فقال عن عبد الله كما سيأتي ( عن أبيه ) : محمد بن عمر ( عن جده ) : عمر بن علي ( إذا سافر ) : من منزله ( حتى تكاد ) : أي تقرب الشمس ( أن تظلم ) : من باب الإفعال أي تظلم الشمس ما على الأرض بحيث لا يبقى أثر من شعاع الشمس وضوئها على الأرض وتظهر ظلمة الليل ( فيصلي المغرب ) : لم يبين الراوي أن صلاة المغرب كانت قبل غروب الشفق أو بعده ، والاحتمال في الجانبين قائم .

                                                                      ( ثم يدعو بعشائه ) : بفتح العين أي يطلب طعام العشي ( فيتعشى ) : أي فيأكل طعام العشي ( ثم يصلي العشاء ) : لم يبين الراوي وقت أدائها والاحتمال في كلا الجانبين موجود فليس فيه حجة للحنفية على جمع الصوري . واعلم أن الحديث هاهنا في هذا الباب موجود في جميع النسخ الحاضرة وكذا موجود في مختصر المنذري ، لكن الحديث ليس مطابقا لترجمة الباب فيشبه أن يكون أورده المؤلف عقب هذا الباب تتميما لأحاديث الجمع ولا يخفى ما فيه من البعد ، أو هذا التقديم والتأخير من تصرفات النساخ والله أعلم .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه النسائي . .

                                                                      ( قال عثمان ) : ابن أبي شيبة في روايته ( عن عبد الله ) : بالعنعنة ، وأما ابن المثنى فبالإخبار ( سمعت أبا داود ) : يعني المؤلف وهذه المقولة لأبي علي اللؤلؤي راوي السنن ( يجمع بينهما ) : أي المغرب والعشاء ( حين يغيب الشفق ) : فهذه الرواية مفسرة لإجمال ما في رواية علي بن أبي طالب ( مثله ) : أي مثل حديث حفص بن عبيد الله ، فرواية حفص [ ص: 77 ] والزهري عن أنس متفقتان على أن الجمع كان بعد غيوب الشفق وتقدمت رواية الزهري في باب الجمع بين الصلاتين بلفظ " ويؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء حين يغيب الشفق " .

                                                                      278 - باب إذا أقام بأرض العدو يقصر



                                                                      الخدمات العلمية