الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في الاستعاذة

                                                                      1539 حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من خمس من الجبن والبخل وسوء العمر وفتنة الصدر وعذاب القبر

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( من الجبن ) : قال الشوكاني بضم الجيم وسكون الباء وتضم المهابة [ ص: 294 ] للأشياء والتأخر عن فعلها ، وإنما تعوذ منه ـ صلى عليه وآله وسلم ـ لأنه يؤدي إلى عدم الوفاء بفرض الجهاد والصدع بالحق وإنكار المنكر ويجر إلى الإخلال بكثير من الواجبات ( والبخل ) : بضم الباء الموحدة وإسكان الخاء المعجمة وبفتحهما وبضهما وبفتح الباء وإسكان الخاء ضد الكرم ، ذكر معنى ذلك في القاموس وقد قيده بعضهم في الحديث بمنع ما يجب إخراجه من المال شرعا أو عادة ولا وجه له لأن البخل بما ليس بواجب من غرائر النقص المضادة للكمال ، فالتعوذ منها حسن بلا شك فأولى تبقية الحديث على عمومه وترك التعرض لتقييده بما لا دليل عليه ( وسوء العمر ) : هو البلوغ إلى حد في الهرم يعود معه كالطفل في سخف العقل وقلة الفهم وضعف القوة ( وفتنة الصدر ) : قال ابن الجوزي في جامع المسانيد : هي أن يموت غير تائب ، وقال الأشرفي في شرح المصابيح : قيل هي موته وفساده ، وقيل ما ينطوي عليه الصدر من غل وحسد وخلق سيئ وعقيدة غير مرضية . وقال الطيبي : هو الضيق المشار إليه بقوله تعالى ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا ( وعذاب القبر ) : فيه رد على المنكرين لذلك من المعتزلة ، والأحاديث في هذا الباب متواترة . قال المنذري : وأخرجه النسائي وابن ماجه .




                                                                      الخدمات العلمية