الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ المراد بعدالة الصحابة ] وقال الإبياري : وليس المراد بعدالتهم ثبوت العصمة لهم ، واستحالة المعصية ، وإنما المراد قبول رواياتهم من غير تكلف بحث عن أسباب العدالة ، وطلب التزكية ، إلا من يثبت عليه ارتكاب قادح ، ولم يثبت ذلك ، والحمد لله ، فنحن على استصحاب ما كانوا عليه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى يثبت خلافه ، ولا التفات إلى ما يذكره أهل السير ، فإنه لا يصح ، وما صح فله تأويل صحيح . ولا عبرة برد بعض الحنفية روايات أبي هريرة ، وتعليلهم بأنه ليس بفقيه ، فقد عملوا برأيه في الغسل ثلاثا من ولوغ الكلب وغيره ، وقد ولاه عمر الولايات الجسيمة ، ويتخرج على هذا الأصل مسألة ، وهي أنه إذا قيل في الإسناد : عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، كان حجة ، ولا تضر الجهالة به ; لثبوت عدالتهم . وخالف ابن منده ، فقال : من حكم الصحابي أنه إذا روى عنه تابعي ، وإن كان مشهورا كالشعبي ، وسعيد بن المسيب ، نسب إلى الجهالة ، فإذا روى عنه رجلان صار مشهورا ، واحتج به . قالا : وعلى هذا بنى البخاري ومسلم صحيحيهما ، إلا أحرفا تبين أمرها ، ويسمي [ ص: 190 ] البيهقي مثل ذلك مرسلا ، وهو مردود .

                                                      وقال أبو زيد الدبوسي : المجهول من الصحابة خبره حجة إن عمل به السلف ، أو سكتوا عن رده مع انتشاره بينهم ، فإن لم ينتشر ، فإن وافق القياس عمل به وإلا فلا ; لأنه في المرتبة دون ما إذا لم يكن فقيها . قال : يحتمل أن يقال : إن خبر المشهور الذي ليس بفقيه حجة ما لم يخالف القياس ، وخبر المجهول مردود ما لم يرده القياس ; ليقع الفرق بين من ظهرت عدالته ، ومن لم تظهر .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية