وأثبتت في سيئا والسيئ سيئة هيئ وفي يهيئ
[ ص: 180 ]لكن في السيئ لغاز صورا هيئ يهيئ ألفا وأنكرا
فأخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن الهمزة في تلك الكلمات الخمس أثبتت، أي: صورت فيها بما يقتضيه القياس مع تأدية الصورة إلى اجتماع صورتين.
- أما "سيئا" ففي "التوبة": خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا .
- وأما "السيئ" فكلمتان في "فاطر": ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله .
- وأما "سيئة" فنحو ما في "البقرة": بلى من كسب سيئة . وهو متعدد ولا مدخل للجمع هنا.
- وأما "هيئ" و: "يهيئ" فكلاهما في "الكهف": وهيئ لنا من أمرنا رشدا ، ويهيئ لكم من أمركم مرفقا ، وبقي كلمتان صورت همزتهما ياء على القياس مع تأدية الصورة فيهما إلى اجتماع صورتين، وهما: "يئسوا"، و: "يئسن"، وقد تقدم للناظم التمثيل ب: "يئسوا" لما صورت همزته ياء، ثم استدرك في البيت الثاني فذكر أن الهمزة صورت ألفا عند الغازي بن قيس في كلمتي: "السيئ" وفي: "هيئ"، و: "يهيئ".
قال الناظم: وأنكر؛ أي: أنكر تصوير الهمزة ألفا فيما ذكر "الغازي"، وأشار بقوله: وأنكر إلى قول الشيخين، وذلك خلاف الإجماع: اهـ.
والعمل على ما ذكره الناظم في البيت الأول، والغازي بن قيس قرطبي يكنى أبا محمد، سمع من رضي الله عنه، مالك وجماعة، وهو أول من أدخل إلى وابن أبي ذئب الأندلس : "الموطأ"، و: "مقرأ" " "، وقرأ على نافع وكان يحفظ "الموطأ" ظاهرا وعرض عليه القضاء فأبى، قال نافع، أصبع بن خليل : سمعته يقول: والله ما كذبت كذبة منذ اغتسلت، ولولا قاله ما قلته، وما قاله عمر بن عبد العزيز فخرا ولا رياء. وما قاله إلا ليقتدى به، وكان رأسا في علم القرآن، كثير الصلاة بالليل، توفي سنة تسع وتسعين ومائة، واسم "لكن" من قول الناظم: "لكن في السيئ" ضمير الشأن محذوفا، والسيئ بإسكان الياء على إجراء الوصل مجرى الوقف للوزن، وقوله: "هيئ" نائب فاعل صور على حذف [ ص: 181 ] مضاف؛ أي: همز "هيئ"، والجملة الفعلية خبر "لكن"، وهي المفسرة لضمير الشأن. عمر
وقوله: "ألفا"، مفعول ثان "لصور"، والألف في "صورا"، و: "أنكرا"، للإطلاق.