الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      فعلماؤا العلماؤا يبدؤا والضعفاؤا الموضعان ينشؤا

      من هنا شرع الناظم في تعداد الكلمات التي خالفت قياس الفصلين السابقين، فصورت الهمزة فيها واوا زيد بعدها ألف، وقد ذكر منها في هذا البيت أربع كلمات وهي: "علماء". معرفا ومنكرا، و: "يبدؤا"، و: "الضعفاء". و: "ينشؤا".

      أما "علماء" ففي "الشعراء": [ ص: 167 ] علماء بني إسرائيل ، وقال السخاوي: رأيت في الشامي: علماء بني إسرائيل بألف اه. وأما "العلماء" ففي "فاطر": إنما يخشى الله من عباده العلماء . وأما "يبدؤا" فنحو: "هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدؤا الخلق ثم يعيده". وهو متعدد.

      وأما "الضعفاء" ففي "موضعين" وهما: وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء . في سورة إبراهيم، قال الضعفاء للذين استكبروا . في "غافر"، وإلى هذين الموضعين أشار بقوله: "والضعفاء الموضعان". وأتى "بالضعفاء" مقترنا بأل ليحترز به، وبقوله: "الموضعان"، عن الذي في البقرة" وهو: وله ذرية ضعفاء ، فإنه رسم بالحذف على قياس ما تقدم، ويؤخذ من كلام أبي عمرو في المقنع أن: "الضعفاء" في "غافر" فيه خلاف، ولكن الناظم لم يعتمده فلذا لم يحكه.

      وأما "ينشؤا" ففي "الزخرف": "أومن ينشؤا في الحلية". وقد ذكر الشاطبي في: "العقيلة" الخلاف فيه ولم يحكه الناظم عنه، والعمل عندنا على تصوير الهمزة واوا، وزيادة ألف بعدها في الألفاظ الأربعة.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية