الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وفي اختلاف فوقها الصفراء ونقطة أمامها حمراء


      وإن تشأ فاجعل هنا ما سهلا     واوا بنحو قوله أأنزل


      والياء في الباقي من المختلف     حمرا................................

      ذكر هنا وجهين مبنيين على مذهب الفراء الذي هو المختار عند النقاط في نوع [ ص: 285 ] الهمزتين المختلفتين نحو: "أأنزل"، أإله .

      الوجه الأول: أن تجعل الصفراء التي هي المحققة فوق الصورة، وتجعل علامة المسهلة نقطة حمراء في السطر؛ إذ لا صورة لها حسبما دل عليه قوله: "وكل ما وجدته من نبر" البيت. وإلى هذا الوجه أشار بالبيت الأول إلا أن في قوله: "فوقها الصفراء" إجمالا; لأن هناك من المواضع ما لا تجعل فيه الصفراء، وهو حيث تنقل حركة الهمزة إلى ما قبلها نحو: حاجزا أإله ، "اختلاق أأنزل" فإنك لا تجعل الصفراء على الألف إذا نقطت لورش، وإنما تجعل هناك جرة، لكن هذا الإجمال سيفسره الناظم بعد هذا بقوله: "وإن يكن مسكن من قبل"، إلخ.

      الوجه الثاني: كالوجه الذي قبله إلا أنك تلحق واوا حمراء في باب: "أأنزل"، وتجعل فوقها علامة التسهيل، وياء حمراء في باب: أإله ، وتجعل تحتها علامة التسهيل، وحكم هذه الياء في الاتصال بما بعدها حكم الثابتة، ولذلك سكت الناظم عن بيانه; لأنه جاء على وفاق الأصل، وإنما لم يصرح بنقطة التسهيل; لأنه اكتفى بما تقدم في قوله: "نقط وما سهل بالحمراء"، ويحتمل أن الناظم يرى الاكتفاء بإلحاق الواو والياء عن نقطة التسهيل، ويكون ما ألحق عوضا عن النقطة، وإلى هذا الوجه الثاني أشار بقوله: "وإن تشأ" إلخ، وهو وجه مرجوح عند النقاط، والوجه الأول هو الراجح عندهم وبه جرى العمل، وقوله: "واوا" على حذف النعت أي: حمراء يدل عليه "حمراء" الذي بعده.

      و: "الياء" منصوب بالعطف على "واوا"، و: "حمرا" حال من "الياء"، و: "في الباقي" متعلق ب: "اجعل" و: "من المختلف" حال من "الباقي"، و: "الباقي من المختلف" هو باب: أإله كما أشرنا إليه; لأن الهمزتين في هذا الفصل منحصرتان في قسمين: مفتوحة فمضمومة، وهو ما أشار إليه بقوله: "نحو قوله أءنزل"، ومفتوحة فمكسورة، وهو الذي عبر عنه بالباقي،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية