الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وإن يكن ياء كنحو مفترى هما على الياء كذا النص سرى

      يعني: وإن يكن الألف الموقوف عليه في الاسم المنون مكتوبا في الخط ياء، فإنك تضع علامتي النصب والتنوين على الياء كما تضعها على الألف في نحو: عليما حكيما ، ثم مثل لذلك بقوله كنحو: مفترى يعني من كل اسم مقصور منون رسمت ألفه ياء سواء كان مرفوعا نحو: ما هذا إلا سحر مفترى ، أو منصوبا نحو: سمعنا فتى أو مجرورا نحو: في قرى محصنة وأصل: مفترى "مفتري" بفتح الراء وتنوين الياء تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت "ألفا" فالتقى ساكنان: الألف والتنوين، فحذف ما سبق وهو الألف، وهكذا يقال فيما أشبهه.

      واختلف في ألف هذا النوع الملفوظ بها في الوقف فقال "المازني": هي ألف التنوين مطلقا، وقال "الكسائي": هي المنقلبة عن الياء مطلقا، وقال " سيبويه ": بالتفصيل قياسا على الصحيح، ففي المنصوب هي ألف التنوين، [ ص: 248 ] وفي غيره هي بدل الياء.

      وقوله: "كذا النص سرى" معناه: كذا شاع النص في هذه المسألة بين أهل الضبط، وكنى به عن شهرة ما ذكره هنا، وسيأتي قول آخر مقابل له، وقوله: "هما على الياء" مبتدأ وخبر، والجملة جواب "إن" الشرطية، وحذف منه الفاء الرابطة للضرورة كما تقدم في نظيره،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية