الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      فصل وفي ما واحد وعشره في ما فعلن ثانيا في البقره


      ووسط العقود حرف ومعا     في سورة الأنعام كل قطعا


      والأنبيا والشعرا ووقعت     والنور والروم كذاك وقعت


      ومثلها الحرفان أيضا في الزمر     وخلف مقنع بكل مستطر


      وخلف تنزيل بغير الشعرا     والأنبيا واقطعهما إذ كثرا

      هذا هو سادس فصول هذا الباب وهو خاتمته، وقد تعرض فيه للكلام على: "في ما"، [ ص: 227 ] فأخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بقطع كلمة "في" عن كلمة "ما" في أحد عشر موضعا :

      - الموضع الأول: في ما فعلن الواقع ثانيا في "البقرة"، وهو الذي بعده: في أنفسهن من معروف ، واحترز بقوله "ثانيا" عن الأول في "البقرة"، وهو: فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف ، فإنه موصول، كما احترز بقيد المجاور "لفعلن" عن غير المجاور له نحو: فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ، فإنه موصول أيضا.

      - الموضع الثاني: ولكن ليبلوكم في ما آتاكم في وسط "العقود"، واحترز بقيد التوسط من المتطرف؛ وهو في آخرها: فيما طعموا إذا ما اتقوا ، فإنه موصول.

      - الموضع الثالث والرابع: قل لا أجد في ما أوحي إلي ، ليبلوكم في ما آتاكم كلاهما في "الأنعام"، وإليهما أشار بقوله: ومعا في سورة "الأنعام"، البيت.

      - الموضع الخامس: وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون ، في "الأنبياء".

      - الموضع السادس: أتتركون في ما ها هنا آمنين ، في "الشعراء".

      - الموضع السابع: وننشئكم في ما لا تعلمون ، في سورة "الواقعة".

      - الموضع الثامن: لمسكم في ما أفضتم ، في "النور".

      - الموضع التاسع: هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم ، في "الروم".

      - الموضع العاشر والحادي عشر: إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ، أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون . كلاهما في "الزمر" وإليهما أشار بقوله: ومثلها الحرفان، أي: الكلمتان أيضا في "الزمر"، ثم أخبر أن أبا عمرو نقل في "المقنع" الخلاف في الكل، أي: الأحد عشر موضعا، وأن أبا داود نقل الخلاف في غير موضع "الشعراء"، وموضع "الأنبياء"، ثم أمر بقطع كلمتي "في" "وما" إحداهما عن الأخرى في هذه المواضع الأحد عشر، لكثرته فيها كما اقتضاه صنيع أبي عمرو في "المقنع"، وبالقطع في جميعها جرى العمل، وأفهم تخصيص الناظم القطع بالمواضع الأحد عشر أن ما عداها موصول؛ وهو كذلك.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية