الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:

      [ ص: 50 ]

      وحذفوا ذلك ثم الأنهار وابن نجاح راعنا والأبصار

      أخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن كتاب المصاحف حذفوا ألف ذلك، وألف الأنهار، وأن أبا داود حذف راعنا والأبصار، أي: نقل حذفه.

      أما ذلك ففي صدر البقرة: الم ذلك وفي آل عمران: قال كذلك الله يخلق ما يشاء وقد تعدد في البقرة وفيما بعدها، وتنوع بالزيادة سابقة كما تقدم ولاحقة نحو: ذلكما مما علمني ربي ، ذلكم أزكى لكم وأطهر ، فذلكن الذي لمتنني فيه .

      وأما الأنهار ففي صدر البقرة: أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار وهو متعدد فيها، وفيما بعدها نحو: رواسي وأنهارا وأما راعنا ففي البقرة: لا تقولوا راعنا وفي النساء: وراعنا ليا بألسنتهم وأما الأبصار ففي البقرة: وعلى أبصارهم غشاوة وقد تعدد فيها وفيما بعدها منوعا نحو: لعبرة لأولي الأبصار وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة .

      واعلم أنه لا يندرج: فذانك برهانان ، ولا: هذان خصمان . في قول الناظم: وحذفوا ذلك; لأن "ذانك" و: "هذان" من أفراد المثنى الآتي للناظم، وكلامه هنا في ذلك المفرد، وبما نقله الناظم في هذا البيت عن أبي داود جرى عملنا.

      وقد نص في التنزيل على إثبات ألف كلمة النهار أينما أتت، وبأي وجه تصرفت، من كسر، أو نصب أو رفع، وعلى إثبات ألف الأنصار، الذي هو من النصرة حيث جاء معرفا، أو منكرا من غير خلاف فيهما بين المصاحف، وهذان من الألفاظ العشرة التي نصوا على إثبات ألفها حيث وردت، وكيف جاءت؛ وهي المنظومة في قول بعضهم:


      وألف الساعة والعقاب     وألف العذاب والحساب


      وألف النهار والجبار     وألف البيان والفجار


      وألف النار مع الأنصار     ثبت في الخط لدى الأخيار

      وقوله: وابن نجاح بالرفع عطف على فاعل حذفوا، وهو الواو.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية