الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:

      وعنهما ياء بأيام ألف مختلفا وليس بعده ألف

      يعني أن الشيخين نقلا اختلاف المصاحف في زيادة ياء، وعدم زيادتها في: "بأيام"، من قوله تعالى في سورة "سيدنا إبراهيم": وذكرهم بأيام الله .

      وقوله: "وليس بعده ألف" يعني به أن الياء إذا زيدت في: "بأيام"، لا تثبت بعدها ألف في الرسم بل تحذف، [ ص: 108 ] وإذا لم تزد الياء فيه تثبت الألف رسما فيتحصل في: "بأيام"، وجهان أحدهما رسمه بياء واحدة مع ثبوت الألف بعدها على اللفظ مثل: "أيام الله"، والوجه الآخر رسمه بياءين مع حذف الألف، وهذا الوجه الثاني اختاره في "التنزيل" وبه العمل، وعليه فوجه زيادة الياء، أما التنبيه على جواز الإمالة فيه، وحينئذ تلحق الألف الحمراء على الياء الثانية، وتجعل علامة التشديد على الياء الأولى، وأما التنبيه على جواز كتابته على الأصل كما كتب: اللهو، و: "اللعب"، بلامين على الأصل، وحينئذ تلحق الألف الحمراء بعد الياءين، وتجعل علامة التشديد على الياء الثانية، وبهذا -أعني إلحاق الألف الحمراء بعد الياءين وجعل علامة التشديد على الياء الثانية- جرى عملنا. واحترز "بأيام" المجاور للياء عن الخالي عنها نحو: في أيام نحسات ، قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ، فإنه لا خلاف في رسمه بياء واحدة.

      وقوله: "ياء"، مبتدأ غير منون لإضافته إلى: "بأيام"، وهو أيضا غير منون للحكاية، وجملة: "ألف" خبر، و: "ألف" مبني للنائب، ومعناه عهد، و: "مختلفا" بفتح اللام حال من ضمير "ألف" العائد على المبتدأ.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية