الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6689 50 - حدثنا بدل بن المحبر، حدثنا شعبة، أخبرني عمرو، سمعت أبا وائل يقول: دخل أبو موسى وأبو مسعود على عمار حيث بعثه علي إلى أهل الكوفة يستنفرهم، فقالا: ما رأيناك أتيت أمرا أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر منذ أسلمت، فقال عمار: ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرا أكره عندي من إبطائكما عن هذا الأمر، وكساهما حلة حلة، ثم راحوا إلى المسجد.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  بدل - بفتح الباء الموحدة والدال المهملة - ابن المحبر - بضم الميم وفتح الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة وبالراء من التحبير - اليربوعي البصري . وقيل: الواسطي، وهو من أفراده. وعمرو هو ابن مرة - بضم الميم وتشديد الراء - وأبو وائل شقيق بن سلمة . وأبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس . وأبو مسعود عقبة - بضم العين المهملة وسكون القاف وبالباء الموحدة - ابن عامر البدري الأنصاري .

                                                                                                                                                                                  قوله: " حيث بعثه علي " وفي رواية الكشميهني : " حين بعثه " .

                                                                                                                                                                                  قوله: " يستنفرهم " أي يطلب منهم الخروج لعلي على عائشة ، وفي رواية الإسماعيلي : يستنفر أهل الكوفة على أهل البصرة .

                                                                                                                                                                                  قوله: " فقالا " أي أبو موسى وأبو مسعود .

                                                                                                                                                                                  قوله: " ما رأيناك " الخطاب لعمار ، وجعل كل منهم الإبطاء والإسراع عيبا بالنسبة لما يعتقده، والباقي ظاهر.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وكساهما " أي: كسى أبو مسعود ، والدليل على أن الذي كسى أبو مسعود ما صرح به في الرواية الآتية، وإن كان الضمير المرفوع في كساهما هاهنا محتملا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وكان أبو مسعود موسرا جوادا " وقال ابن بطال : كان اجتماعهم عند أبي مسعود في يوم الجمعة، فكسى عمارا حلة ليشهد بها الجمعة؛ لأنه كان في ثياب السفر، وهيئة الحرب، فكره أن يشهد الجمعة في تلك الثياب، وكره أن يكسوه بحضرة أبي موسى ولا يكسو أبا موسى ، فكسى أبا موسى أيضا. والحلة اسم لثوبين من أي ثوب كان، إزارا ورداء.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ثم راحوا إلى المسجد " أي ثم راح عمار وأبو موسى وعقبة إلى مسجد الجامع بالكوفة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية