الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6749 وقال القاسم : لا ينبغي للحاكم أن يمضي قضاء بعلمه دون علم غيره، مع أن علمه أكثر من شهادة غيره، ولكن فيه تعرضا لتهمة نفسه عند المسلمين وإيقاعا لهم في الظنون، وقد كره النبي -صلى الله عليه وسلم- الظن ، فقال: إنما هذه صفية

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  القاسم إذا أطلق يراد به ابن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، قاله الكرماني ، وقال بعضهم: كنت أظن أنه ابن محمد بن أبي بكر الصديق أحد الفقهاء السبعة من أهل المدينة ؛ لأنه إذا أطلق في الفروع الفقهية انصرف الذهن إليه، لكن رأيت في رواية عن أبي ذر أنه القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ؛ فإن كان كذلك فقد خالف أصحابه الكوفيين ووافق أهل المدينة ، انتهى.

                                                                                                                                                                                  قلت: الكلام في صحة رواية أبي ذر على أن هذه المسألة فقهية، وعند الفقهاء إذا أطلق القاسم يراد به القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، ولئن سلمنا صحة رواية أبي ذر فإطباق الفقهاء على أنه إذا أطلق يراد به ابن محمد بن أبي بكر - أرجح من كلام غيرهم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أن يمضي " بضم الياء آخر الحروف من الإمضاء، هكذا في رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره: أن يقضي.

                                                                                                                                                                                  قوله: " دون علم غيره " أي: إذا كان وحده عالما به لا غيره.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ولكن فيه تعرضا " بتشديد النون، وتعرضا منصوب لأنه اسم لكن، وفي بعض النسخ بالتخفيف، فعلى هذا قوله: " تعرض " بالرفع، وارتفاعه على أنه مبتدأ، وخبره قوله فيه مقدما.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وإيقاعا " نصب عطفا على تعرضا، وقال الكرماني : منصوب بأنه مفعول معه، والعامل هاهنا ما يلزم الظرف.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وقد كره النبي -صلى الله عليه وسلم- الظن " ذكره في معرض الاستدلال في نفي قضاء الحاكم في أمر بعلمه دون علم غيره ؛ لأن فيه إيقاع نفسه في الظن، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كره الظن، ألا يرى أنه قال للرجلين اللذين مرا به وصفية بنت حيي زوجته معه: " إنما هذه صفية " على ما يأتي الآن عقيب هذا الأثر، إنما قال ذلك خوفا من وقوع الظن الفاسد لهما في قلبهما؛ لأن الشيطان [ ص: 250 ] يوسوس، فقال ذلك دفعا لذلك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية