الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6648 8 - حدثنا محمد بن عرعرة، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن أسيد بن حضير أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، استعملت فلانا ولم تستعملني، قال: إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من معناه.

                                                                                                                                                                                  ومحمد بن عرعرة القرشي البصري ، وأسيد مصغر أسد، وحضير بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة ابن سماك بن عتيك أبي عبيد الأنصاري الأشهلي .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في فضائل الأنصار عن بندار ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: (استعملت فلانا) أي: قلدته عملا.

                                                                                                                                                                                  قوله: (إنكم سترون... إلى آخره) ، قال الداودي : هو كلام ينفي بعضه، وهو كلام ليس من الأول إلا أنه أخبر عن هذا الرجل ممن يرى الأثرة، وأوصاهم بالصبر.

                                                                                                                                                                                  وقال صاحب التوضيح: إنه كلام، وإنه جواب لما ذكر، انتهى.

                                                                                                                                                                                  قلت: هذا ليس بشيء، وكيف هو جواب يطابق كلام الرجل؟ بل الذي يقال: إن غرضه أن استعمال فلان ليس لمصلحته خاصة بل لك ولجميع المسلمين، نعم تصير بعدي الاستعمالات خاصة فيصدق [ ص: 180 ] أنه لفلان وليس لي فظهرت المطابقة، هذا كلام الكرماني ، وتحرير الكلام أن جوابه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم للرجل عن طلب الولاية بقوله: (سترون بعدي أثرة) إرادة نفي ظنه أنه أثر الذي ولاه عليه، فبين له أن ذلك لا يقع في زمانه وأنه لم يخص الرجل بذلك لذاته بل لعموم مصلحة المسلمين، وأن الاستئثار للحظ الدنيوي إنما يقع بعده، وأمرهم عند وقوع ذلك بالصبر.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية