الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6773 56 - حدثنا أصبغ، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان؛ بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، فالمعصوم من عصم الله تعالى.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                  وأصبغ هو ابن الفرج المصري ، وابن وهب هو عبد الله بن وهب المصري ، ويونس هو ابن يزيد الأيلي ، وابن شهاب محمد بن مسلم الزهري ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه، وأبو سعيد الخدري اسمه سعد بن مالك .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في القدر عن عبدان ، وأخرجه النسائي في البيعة وفي السير عن يونس بن عبد الأعلى عن عبد الله بن وهب به.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة) ، وفي رواية صفوان بن سليم : " ما بعث الله من نبي ولا بعده من خليفة " ، ووقع في رواية الأوزاعي ومعاوية بن سلام : " ما من وال " وهو أعم.

                                                                                                                                                                                  قوله: (بالمعروف) ، في رواية سليمان : " بالخير ".

                                                                                                                                                                                  قوله: (وتحضه) بالحاء المهملة والضاد المعجمة المشددة؛ أي: يرغبه فيه ويدله عليه.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: هذا التقسيم مشكل في حق النبي صلى الله عليه وسلم - قلت: في بقية الحديث الإشارة إلى سلامة النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - من بطانة الشر بقوله " والمعصوم من عصم الله "، وهو معصوم لا شك فيه، ولا يلزم من وجود من يشير على النبي -صلى الله عليه وسلم- بالشر أن يقبل منه.

                                                                                                                                                                                  وقيل: المراد بالبطانتين في حق النبي -صلى الله عليه وسلم- الملك والشيطان، وشيطانه قد أسلم فلا يأمره إلا بخير.

                                                                                                                                                                                  قوله: (والمعصوم من عصم الله) ؛ أي: من عصمه الله، وكذا في بعض الرواية. وقال الكرماني : أي: لكل نبي وخليفة جلساء صالحة وجلساء طالحة ، والمعصوم من عصمه الله من الطالحة، أو لكل منهما نفس أمارة بالسوء ونفس لوامة والمعصوم من أعطاه الله نفسا مطمئنة، أو لكل قوة ملكية وقوة حيوانية والمعصوم من رجح الله له جانب الملكية.

                                                                                                                                                                                  قال المهلب : غرضه إثبات الأمور لله تعالى ، فهو الذي يعصم من نزغات الشياطين ، والمعصوم من عصمه الله لا من عصم نفسه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية