الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنها : لو حلف لا يسلم على فلان فسلم على جماعة هو فيهم وهو لا يعلم بمكانه ولم يرده بالسلام ، فحكى الأصحاب في حنثه الروايتين ، ويشبه تخريجهما على مسألة من حلف لا يفعل ففعله جاهلا بأنه المحلوف عليه ، والمنصوص هاهنا عن أحمد الحنث في رواية مهنا ، حتى فيما إذا كان المحلوف عليه مستترا بين القوم ببارية في المسجد وهو لا يراه .

ونقل أبو طالب إن كان وحده فسلم عليه وهو لا يعرفه حنث ، وإن كان بين جماعة وهو لم يعلم به لم يحنث ; لأنه أراد الجماعة ، وهذا يشبه ما تقدم في الفرق بين المناداة إذا أجابت غيرها ، وبين من يطلقها يعتقدها أجنبية ، فإن المحلوف عليه لم يقصد السلام عليه بالكلية ، وهناك من يصح قصده وغيره ، فانصرف السلام إليه دونه ، بخلاف ما إذا كان وحده فالمحلوف عليه وجد ولكن مع الجهل به ، وقد تأول القاضي رواية أبي طالب هذه على أنه أخرجه بالنية من السلام ولا يصح ; لأنه لم يكن عالما بحضوره بينهم ، فكيف يستثنيه بالنية ؟

التالي السابق


الخدمات العلمية