الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 281 ] ومنها : لو قال أنت طالق ونوى ثلاثا فهل يلزمه الثلاث أم لا يقع به أكثر من واحدة ؟ على روايتين . وجه القول بلزوم الثلاث : إن طالقا اسم فاعل ، وهو صادق على ما قام به الفعل مرة وأكثر ، فيكون محتملا للكثرة فينصرف إليها بالنية .

ورأيت في كتاب شرح القوافي لابن جني أن الأفعال كلها للعموم ، وحكاه عن أبي علي وهو غريب ، وأما إذا قال ثلاثا فتطلق ثلاثا لكن لنا فيه طريقان :

أحدهما : أن ثلاثا صفة بمصدر محذوف تقديره طلاقا ثلاثا والمصدر يتضمن العدد .

والثاني : أن ثلاثا صالح لا يقع الثلاث من طريق الكناية ، وذكر الطلاق يقرر الإيقاع بها ، كنية الطلاق ، ويتفرع على المأخذين هل وقع الثلاث بقوله : أنت طالق ، أنت طالق ، أم بقوله ثلاثا ، ولو ماتت مثلا في حال قوله ثلاثا هل تقع الثلاث أو واحدة ؟ على وجهين ذكرهما في الترغيب ، وهذا إنما يتوجه على قولنا : أنه إذا قال أنت طالق ونوى ثلاثا أنه يقع به الثلاث ، أما إذا قلنا لا يقع الثلاث بالنية لم يقع الثلاث إلا بقوله ثلاثا بغير خلاف .

التالي السابق


الخدمات العلمية