وأقوى الطرق في قطع الجاه فإن المعتزل في بيته في البلد الذي هو به مشهور لا يخلو عن حب المنزلة التي ترسخ له في القلوب بسبب عزلته فإنه ربما ، يظن أنه ليس محبا لذلك الجاه وهو مغرور وإنما سكنت نفسه ؛ لأنها قد ظفرت بمقصودها ولو تغير الناس عما اعتقدوه فيه فذموه ، أو نسبوه إلى أمر غير لائق به جزعت نفسه وتألمت ، وربما توصلت إلى الاعتذار عن ذلك ، وإماطة ذلك الغبار عن قلوبهم ، وربما يحتاج في إزالة ذلك عن قلوبهم إلى كذب وتلبيس ولا يبالي به ، وبه يتبين بعد أنه محب للجاه والمنزلة . الاعتزال عن الناس والهجرة إلى موضع الخمول