الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
الوجه الثالث: أن يقال: نختار القسم الثاني؛ وهو أن وجود الشيء لا يتوقف على وجود ما يشبهه؛ بل يجوز وجوده بدونه؛ لكن لم قلت: إذا كان وجوده لا يتوقف على النظير أنه لا يجب أن يكون له نظير؟ ! وإن لم يتوقف عليه وجوده كمعلولي العلة الواحدة لا يتوقف أحدهما على الآخر بأن كان وجود أحدهما مستلزما لوجود الآخر.

وأيضا فالمنازع الذي ذكرته –(لا يمكننا أن نعقل وجود موجود لا يكون متصلا بالعالم ولا منفصلا عنه إلا إذا وجدنا له نظيرا ) فإنما نفى عقل نفسه، فلم قلت: إنه إذا جاز وجود هذا الموجود يمكن عقلنا له. وهذا لا يحصل إلا إذا ثبت أنه يمكن أن يعقل كل ما جاز وجوده، وهذا لم تذكر عليه حجة.

التالي السابق


الخدمات العلمية