الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

ثم قام بالملك بعده يزدجرد الملقب بالأثيم ، فبعضهم يقول: هو ابن المقتول قبله ، وبعضهم يقول: هو أخوه ، وكان فظا غليظا مستطيلا على الناس ، سيئ الخلق ، يعاقب بما لا يطاق ، ويسفك الدماء ، فلذلك سمي الأثيم ، لأن ملوك فارس كانوا يستعملون العدل ، فأظهر هو الظلم ، فجار الناس إلى الله تعالى من ظلمه ، وابتهلوا إليه يسألون تعجيل الانتقام منه .

فبينا هو بجرجان إذ أقبل فرس عائر لم ير مثله في الخيل ، فوقف على بابه ، فتعجب الناس منه ، وأخبر يزدجرد خبره ، فأمر به أن يسرج ويلجم ، ويدخل عليه ، فحاول الناس إلجامه وإسراجه ، فلم يمكنه ، فأنهي إليه ذلك ، فخرج فألجمه بيده وأسرجه ، فلم يتحرك الفرس ، حتى إذا رفع ذنبه ليثفره رمحه على فؤاده رمحة فهلك منها ، وملأ الفرس فروجه جريا فلم يدرك ، فقالت الرعية: هذا من رأفة الله تعالى بنا ، وكان ملكه اثنتين وعشرين سنة ، وخمسة أشهر ، وستة عشر يوما . وقيل: إحدى وعشرين سنة ، وخمسة أشهر ، وثمانية عشر يوما .

التالي السابق


الخدمات العلمية