الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن ذلك: المستسلف المال :

أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: أخبرنا يونس بن محمد قال: حدثنا ليث ، عن جعفر بن ربيعة ، عن عبد الرحمن بن هرمز ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار قال: ائتني بشهود أشهدهم . قال: كفى بالله شهيدا . قال: ائتني بكفيل . قال: كفى بالله وكيلا . قال: صدقت . فدفعها إليه إلى أجل ، فخرج في البحر ، فقضى حاجته ثم التمس مركبا يقدم عليه لأجل الذي أجله ، ولم يجد مركبا .

فأخذ خشبة فنقرها وأدخل [ ص: 167 ] فيها ألف دينار ، وصحيفة منه إلى صاحبها ثم رجح موضعها ، ثم رمى بها في البحر ، فقال: اللهم إنك قد علمت أني استسلفت من فلان ألف دينار فسألني كفيلا ، فقلت: كفى بالله وكيلا ، فرضي بذلك ، وسألني شهيدا ، فقلت كفى بالله شهيدا ، فرضي بك ، وإني قد جهدت أني أجد مركبا أبعث إليه بالذي له ، فلم أجد مركبا ، وإني قد استودعتكها . فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ، ثم انصرف . وقال: وهو في ذلك يطلب مركبا يخرج إلى بلده .

فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله فإذا الخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطبا ، فلما كسرها وجد المال والصحيفة ، ثم قدم الرجل الذي كان تسلف منه فأتاه بألف دينار ، وقال: والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل هذا الذي جئت فيه . [ قال: بل كنت بعثت إلي بشيء ، قال: ألم أخبرك بأني لم أجد مركبا قبل هذا الذي جئت فيه ] فإن الله عز وجل قد أدى عنك الذي بعثت به في الخشبة ، فانصرف بمالك راشدا
.

التالي السابق


الخدمات العلمية