الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

ثم قال بالملك بعده ابنه يزدجرد بن بهرام جور فلما عقد التاج على رأسه دخل عليه العظماء والأشراف ، فدعوا له وهنئوه بالملك ، فرد عليهم ردا حسنا ، وذكر أباه ومناقبه ، وأنه سار فيهم بأحسن السيرة ، فلم يزل رءوفا برعيته ، محسنا إليهم ، قامعا لعدوه .

وكان له ابنان ، يقال لأحدهما: هرمز ، وكان ملكا على سجستان ، والآخر يقال له: فيروز ، فغلب هرمز على الملك من بعد هلاك أبيه يزدجرد ، فهرب فيروز منه ولحق ببلاد الهياطلة ، وأخبر ملكها بقصته وقصة أخيه هرمز ، وأنه أولى الناس منه ، وسأله أن يمده بجيش يقاتل لهم هرمز ، فأبى ، إلى أن أخبر أن هرمز ظلوم جائر ، فقال: إن الجور لا يرضاه الله . فأمد فيروز بجيش ، فأقبل بهم ، وقاتل هرمز أخاه ، فقتله وشتت جمعه وغلب على الملك . وكان ملك يزدجرد ثماني عشرة سنة وأربعة أشهر . وقيل: سبع عشرة سنة

التالي السابق


الخدمات العلمية