الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4774 حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا سليمان يعني ابن المغيرة عن ثابت عن أنس قال خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين بالمدينة وأنا غلام ليس كل أمري كما يشتهي صاحبي أن أكون عليه ما قال لي فيها أف قط وما قال لي لم فعلت هذا أو ألا فعلت هذا

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ) : وفي الرواية المتقدمة تسع سنين فمعناه أنها تسع سنين وأشهر فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقامبالمدينة عشر سنين ، وخدمه أنس في أثناء السنة الأولى ففي رواية التسع لم يحسب الكسر ، وفي رواية العشر حسبها سنة كاملة وكلاهما صحيح ، كذا قال النووي .

                                                                      ( ليس كل أمري ) : أي ليس كل خدمة من خدماتي التي خدمت بها النبي صلى الله عليه وسلم - ( كما يشتهي صاحبي ) : أي النبي صلى الله عليه وسلم - ( أن يكون ) : أي أمري عليه أي على ما يشتهي أي مما يكون موافقا لما يشتهيه صاحبي ، يريد به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، بل كان منها ما يكون مخالفا لما يشتهيه صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يقل في شيء مما خالف ما يشتهيه في مدة الخدمة وهي عشر سنين كلمة أف قط ، وهذا من كمال خلقه الجميل .

                                                                      ( ما قال لي فيها ) : أي في مدة خدمتي وهي عشر سنين ( أف ) : قال الحافظ : الأف كل مستقذر من وسخ كقلامة الظفر وما يجري مجراها ، ويقال [ ص: 110 ] ذلك لكل مستخف به ، ويقال أيضا عند تكره الشيء وعند التضجر من الشيء . وفي أف عدة لغات الحركات الثلاث بغير تنوين وبالتنوين وهذا كله مع ضم الهمزة والتشديد . قال وفيها لغات كثيرة ( أم ) : بفتح الهمزة وسكون الميم بمعنى أو ( ألا ) : بفتح الهمزة والتشديد بمعنى هلا . والحديث سكت عنه المنذري .




                                                                      الخدمات العلمية