الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  147 [ ص: 286 ] 14 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال : حدثنا أنس بن عياض ، عن عبيد الله ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن واسع بن حبان ، عن عبد الله بن عمر قال : ارتقيت فوق ظهر بيت حفصة لبعض حاجتي ، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقضي حاجته مستدبر القبلة مستقبل الشأم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة .

                                                                                                                                                                                  ( بيان رجاله ) وهم ستة :

                                                                                                                                                                                  الأول : إبراهيم بن المنذر بلفظ اسم الفاعل من الإنذار ، وقد مر في أول كتاب العلم .

                                                                                                                                                                                  الثاني : أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي المدني ، ثقة عالم ، روى عن شعبة وعدة ، وعنه أحمد وأمم ، مات سنة مائتين عن ست وتسعين سنة ، وهو من الأفراد ، ليس في الكتب الستة أنس بن عياض سواه .

                                                                                                                                                                                  الثالث : عبيد الله بالتصغير ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، أبو عثمان القريشي المدني ، روى عن أبيه والقاسم وسالم وعدة ، ويقال : إنه أدرك أم خالد بنت خالد ، وعنه خلق آخرهم عبد الرزاق ، مات سنة سبع وأربعين ومائة .

                                                                                                                                                                                  الرابع : محمد بن يحيى بن حبان ، بفتح الحاء وتشديد الباء الموحدة .

                                                                                                                                                                                  الخامس : عمه واسع بن حبان ، كلاهما تقدما في باب من تبرز على لبنتين .

                                                                                                                                                                                  السادس : عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما .

                                                                                                                                                                                  ( بيان لطائف إسناده ) .

                                                                                                                                                                                  منها أن فيه التحديث والعنعنة ، ومنها أن رواته كلهم مدنيون ، ومنها أن في رواته ثلاثة من التابعين بعضهم عن بعض ، وهم عبيد الله بن عمر ; فإنه تابعي صغير من فقهاء أهل المدينة وأثباتهم ، ومحمد بن يحيى ، وواسع بن حبان ، ومنها أن فيه رواية الصحابي عن الصحابي على قول من يعد واسعا من الصحابة .

                                                                                                                                                                                  ( بيان تعدد موضعه ، ومن أخرجه غيره ) .

                                                                                                                                                                                  قد ذكرنا في باب من تبرز على لبنتين تعدد موضعه ، ومن أخرجه غيره عن قريب .

                                                                                                                                                                                  ( بيان ما فيه من اللغة والإعراب والمعنى ) .

                                                                                                                                                                                  قوله : « ارتقيت " أي : صعدت ، قوله : « يقضي حاجته " جملة في محل النصب على الحال ، ورأيت بمعنى أبصرت ، فلا يقتضي إلا مفعولا واحدا ، قوله : « مستدبر القبلة " نصب على الحال ، لا يقال شرط الحال أن تكون نكرة ; لأنا نقول : إضافته لفظية لا تفيد التعريف ، وفائدة ذكره التأكيد والتصريح به ، وإلا فمستقبل الشام في المدينة مستدبر القبلة قطعا .

                                                                                                                                                                                  فإن قلت : قد قال ها هنا : "فوق ظهر بيت حفصة" ، وفي الرواية الآتية عن قريب "على ظهر بيتنا" ، وفي رواية أخرى "وقد مضيت على ظهر بيت لنا" ، فما وجه ذلك ؟ قلت : بيت حفصة بيته أو كان لها بيت في بيت عمر رضي الله تعالى عنه يعرف بها أو صار إليها بعد .

                                                                                                                                                                                  فإن قلت : في الرواية الماضية "مستقبلا بيت المقدس" ، وكذا في الرواية الآتية "مستقبل الشام" . قلت : العبارة مختلفة والمعنى واحد ; لأنهما في جهة واحدة ، فافهم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية