الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                قال أنت طالق عشرا إلا تسعا يقع واحدة ، والأصل أنه إذا تكلم بالطلاق بأكثر من الثلاث ثم استثنى منه فالاستثناء يرجع إلى جملة الكلام لا إلى القدر الذي يصح وقوعه ، وهو الثلاث خاصة فيتبع اللفظ لا الحكم ، فلا يثبت الحكم في القدر المستثنى ، ويثبت فيما بقي قدر ما يصح ثبوته ; لأنه تكلم بالباقي بعد الثنيا ، فإذا قال : أنت طالق عشرا إلا تسعا يقع واحدة ، ولو قال : إلا ثمانيا يقع اثنتان ، وإذا قال : إلا سبعا يقع ثلاث لما ذكرنا أن الاستثناء يتبع اللفظ لا الحكم فصح الاستثناء ، ودخل على الجملة الملفوظة ، وعمل فيها فتبين أن القدر المستثنى لم يدخل في الجملة ، فلا يقع قدر ما دخل عليه الاستثناء ، ويقع الباقي - وهو الثلاث - ; لأنه مما يصح وقوعه ، وكذلك إذا قال : إلا ستا أو خمسا أو أربعا أو ثلاثا أو اثنتين أو واحدة يقع ثلاث ; لأن الثلاث هي التي يصح وقوعها مما بقي إذ لا يزيد الطلاق على الثلاث .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية