الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر ملك مودود عدة حصون من بلد الهند

في هذه السنة اجتمع ثلاثة ملوك من ملوك الهند ، وقصدوا لهاوور وحصروها ، فجمع مقدم العساكر الإسلامية بتلك الديار من عنده منهم ، وأرسل إلى صاحبه مودود يستنجده ، فسير إليه العساكر‏ .

فاتفق أن بعض أولئك الملوك فارقهم وعاد إلى طاعة مودود ، فرحل الملكان الآخران إلى بلادهما ، فسارت العساكر الإسلامية إلى أحدهما ، ويعرف بدوبال هرباته ، فانهزم منهم ، وصعد إلى قلعة له منيعة هو وعساكره ، فاحتموا بها ، وكانوا خمسة آلاف فارس وسبعين ألف راجل ، وحصرهم المسلمون وضيقوا عليهم ، وأكثروا القتل فيهم ، فطلب الهنود الأمان على تسليم الحصن ، فامتنع المسلمون من إجابتهم إلى ذلك إلا بعد أن يضيفوا إليه باقي حصون ذلك الملك الذي لهم ، فحملهم الخوف وعدم الأقوات على إجابتهم إلى ما طلبوا ، وتسلموا الجميع ، وغنم المسلمون الأموال ، وأطلقوا ما في الحصون من أسرى المسلمين ، وكانوا نحو خمسة آلاف نفر .

فلما فرغوا من هذه الناحية قصدوا ولاية الملك الثاني ، واسمه تابت ، بالري ، فتقدم إليهم ولقيهم ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، وانهزمت الهنود ، وأجلت المعركة عن قتل ملكهم وخمسة آلاف قتيل ، وجرح وأسر ضعفاهم ، وغنم المسلمون أموالهم وسلاحهم ودوابهم .

فلما رأى باقي الملوك من الهند ما لقي هؤلاء أذعنوا بالطاعة ، وحملوا الأموال ، وطلبوا الأمان والإقرار على بلادهم ، فأجيبوا إلى ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية