الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر قتل إسماعيل بن ياقوتي خال بركيارق

في هذه السنة ، في شعبان ، قتل إسماعيل بن ياقوتي بن داود ، وهو خال بركيارق ، وابن عم ملكشاه .

وسبب قتله أنه كان بأذربيجان أميرا عليها ، فأرسلت إليه تركان خاتون ، زوجة ملكشاه ، تطمعه أن تتزوج به ، وتدعوه إلى محاربة بركيارق ، فأجابها إلى ذلك ، وجمع خلقا من التركمان وغيرهم ، وصار أصحاب سرهنك ساوتكين في خيله ، وأرسلت إليه تركان خاتون كربوقا ، وغيره من الأمراء ، في عسكر كثير مددا له ، فجمع بركيارق عساكره ، وسار إلى حرب خاله إسماعيل ، فالتقوا عند الكرج ، فانحاز الأمير يلبرد إلى بركيارق ، وصار معه ، فانهزم إسماعيل وعسكره ، وتوجه إلى أصبهان ، فأكرمته تركان خاتون ، وخطبت له ، وضربت اسمه على الدينار بعد ابنها محمود بن ملكشاه .

وكاد الأمر في الوصلة يتم بينهما ، فامتنع الأمراء من ذلك لا سيما الأمير أنر ، [ ص: 372 ] وهو مدبر الأمر ، وصاحب الجيش ، وآثروا خروج إسماعيل عنهم ، وخافوه ، وخاف هو أيضا منهم ، ففارقهم ، وراسل أخته زبيدة والدة بركيارق في اللحاق بهم ، فأذنت له في ذلك ، فوصل إليهم ، وأقام عندهم أياما يسيرة ، فخلا به كمشتكين الجاندار ، وآقسنقر ، وبوزان ، وبسطوه في القول ، فأطلعهم على سره ، وأنه يريد السلطنة ، وقتل بركيارق ، فوثبوا عليه فقتلوه ، وأعلموا أخته خبره فسكتت عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية