الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر مسير عساكر طغرلبك إلى كرمان

وسير طغرلبك طائفة من أصحابه إلى كرمان مع أخيه إبراهيم ينال بعد أن دخل الري ، وقيل : إن إبراهيم لم يقصد كرمان ، وإنما قصد سجستان ، وكان مقدم العساكر التي سارت إلى كرمان غيره ، فلما وصلوا إلى أطراف كرمان نهبوا ، ولم يقدموا على التوغل فيها ، فلم يروا من العساكر من يكفهم ، فتوسطوها وملكوا عدة مواضع منها ، ونهبوها .

فبلغ الخبر إلى الملك أبي كاليجار صاحبها ، فسير وزيره مهذب الدولة في [ ص: 37 ] العساكر الكثيرة ، وأمره بالجد في المسير ليدركهم قبل أن يملكوا جيرفت ، وكانوا يحاصرونها ، فطوى المراحل حتى قاربهم ، فرحلوا عن جيرفت ونزلوا على ستة فراسخ منها‏ .

وجاء مهذب الدولة فنزلها ، وأرسل ليحمل الميرة إلى العسكر ، فخرجت الغز إلى الجمال والبغال والميرة ليأخذوها ، وسمع مهذب الدولة ذلك فسير طائفة من العسكر لمنعهم ، فتواقعوا واقتتلوا ، وتكاثر الغز فسمع مهذب الدولة الخبر ، فسار في العساكر إلى المعركة وهم يقتتلون ، وقد ثبتت كل طائفة لصاحبتها ، واشتد القتال إلى حد أن بعض الغز رمى فرس بعض أصحاب أبي كاليجار بسهم ، فوقع فيه ، وطعنه صاحب الفرس برمح ، فأصاب فرس الغزي ، وحمل الغزي على صاحب الفرس فضربه ضربة قطعت يده ، وحمل عليه صاحب الفرس وهو على هذه الحالة ، فضربه بسيفه فقطعه قطعتين ، وسقطا إلى الأرض قتيلين ، والفرسان قتيلان ، وهذه حالة لم يدون عن مقدمي الشجعان أحسن منها .

فلما وصل مهذب الدولة إلى المعركة انهزم الغز وتركوا ما كانوا ينهبونه ، ودخلوا المفازة ، وتبعهم الديلم إلى رأس الحد ، وعادوا إلى كرمان فأصلحوا ما فسد منها‏ . ‏ 0

التالي السابق


الخدمات العلمية