الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر وفاة القائد بن حماد وما كان من أهله بعده

في هذه السنة في رجب توفي القائد ابن حماد ، وأوصى إلى ولده محسن ، وأوصاه بالإحسان إلى عمومته ، فلما مات خالف ما أمره به ، وأراد عزل جميعهم ، فلما سمع عمه يوسف بن حماد بما عزم عليه خالفه ، وجمع جمعا عظيما وبنى قلعة في جبل منيع ، وسماها الطيارة .

ثم إن محسنا قتل من عمومته أربعة ، فازداد يوسف ، نفورا وكان ابن عمه بلكين بن محمد في بلده أفريون ، فكتب إليه محسن يستدعيه ، فسار إليه ، فلما قرب منه أمر محسن رجالا من العرب أن يقتلوه ، فلما خرجوا قال لهم أميرهم خليفة بن مكن : إن بلكين لم يزل محسنا إلينا ، فكيف نقتله ؟ فأعلموه ما أمرهم به محسن ، فخاف ، فقال له خليفة : لا تخف ، وإن كنت تريد قتل محسن فأنا أقتله لك . فاستعد بلكين لقتاله ، وسار إليه ، فلما علم محسن بذلك وكان قد فارق القلعة عاد هاربا إليها ، فأدركه بلكين فقتله ، وملك القلعة وولي الأمر ، وكان ملكه القلعة سنة سبع وأربعين وأربعمائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية