الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( من جهل كونه خمرا ) فشربها ظانا إباحتها ( لم يحد ) لعذره ويصدق بيمينه بعد صحوه إن ادعاه كما في البحر ، ومثله دعوى الإكراه حيث بينه إن لم يعلم منه أنه يعرفه ( ولو قرب إسلامه فقال جهلت تحريمها لم يحد ) ; لأنه قد يخفى عليه ذلك ، والحد يدرأ بالشبهة ، ويؤخذ منه أن من نشأ بين المسلمين بحيث يقتضي حاله عدم خفاء ذلك عليه يحد كما اعتمده الأذرعي وغيره ( أو ) قال علمت التحريم و ( جهلت الحد ) ( حد ) إذ كان من حقه اجتنابها حيث علم تحريمها ( ويحد بدردي خمر ) وهو ما يبقى في آخر إنائها ، وكذا بثخينها إذا أكله ( لا بخبز عجن دقيقه بها ) لاضمحلال عينها بالنار ولم يبق إلا أثرها وهو النجاسة ( ومعجون هي فيه ) وما فيه بعضها والماء غالب لاستهلاكها ( وكذا حقنة وسعوط ) بفتح السين لا يحد بهما ( في الأصح ) وإن سكر منهما ; لأن الحد للزجر وهو غير محتاج له هنا ، إذ لا تدعو النفس له ، ويفارق إفطار الصائم ; لأن المدار ثم على وصول عين للجوف ، والثاني يحد بهما كالشرب .

                                                                                                                            والثالث يحد في السعوط دون الحقنة

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : لم يحد ) أي ويجب عليه التقايؤ ( قوله : إن ادعاه ) أي الجهل ( قوله : حيث بينه ) ظاهره وإن لم يثبت ذلك ولا وجدت قرينة تدل عليه ( قوله : آخر إنائها ) أي أسفله ( قوله ولم يبق إلا أثرها ) أي والحال لم يبق إلخ ( قوله : وما فيه بعضها ) الظاهر أن الماء مثال فمثله سائر المائعات



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            [ ص: 13 ] ( قوله : إن لم يعلم منه أنه يعرفه ) أي الإكراه : أي فإن علم منه معرفته فلا حاجة لبيانه




                                                                                                                            الخدمات العلمية