الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      وسئل ابن القاسم عن الرجل يعطي الرجل الأرض يزرعها ، ويعطي من البذر للعامل مثل ما يخرج هو لزراعتها على نصفين ، يعطيه أرضه على ذلك ، وهي أرض مأمونة لا يكاد يخطئها عام ، في أن تروى من الماء - فيعمل العامل فيها من سنته - وإنما هي أرض تحرث الآن ليكرمها بالحرث ويتركها ، فإذا كان قابلا إذا احتاج إلى زراعتها زرعها ؟ قالابن القاسم : إذا كانت أرضا مأمونة لا يخطئها أن تروى في كل عام ، فلا بأس بذلك إن شاء الله . فإن كانت غير مأمونة ، فلا خير فيه ، لأنه حين حرث الأرض ، كان صاحب الأرض قد انتفع بحرث العامل فيها بحرثه إياها ، وبكرمه لها بالحرث بما يرجو من زراعتها . فحين حرثها وتأخر المطر عنها ولم ترو انفسخ العمل فيما بينهما وصار هذا قد انتفع بعمل صاحبه فيها .

                                                                                                                                                                                      فلا أحبه أنا ، وأكرهه كراهية شديدة ، ويكون بمنزلة من تعجل النقد في بيع باعه أو كراء أكراه ، مما لا يجوز فيه تعجيل النقد ، فيكون من تعجل النقد ، أنه قد انتفع بما وصل إليه بغير شيء أوصله إلى صاحبه ، فهذا لا يجوز .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية