الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

مشكلات الشباب (الحلول المطروحة .. والحل الإسلامي)

الدكتور / عباس محجوب

الخاتمة

وبعد فإن موضوع الشباب موضوع واسع اتساع الحياة، وعميق عمق الشباب في حياة الإنسان، وإذا أردنا أن نسأل في النهاية: ماذا نريد من الشباب؟ فإني أستعير للإجابة على ذلك أن يتوفر في الشباب ما أشار إليه الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي في مقاله عن " جيل النصر المنشود " بمجلة الأمة - العدد السادس والثلاثين بتاريخ (ذي الحجة 1403هـ) - والذي نلخصه فيما يلي:

1- أن يكونوا شباب دعوة وجهاد؛ يتأسون بالصحابة رضوان الله عليهم في جهادهم في كل ميدان ومعركة، وصراعهم الدائم مع الأعداء ومقاومتهم الباطل في كل مكان بوسائل الجهاد وأسلحته كلها، وأن [ ص: 173 ] تكون نفوسهم رخيصة يبيعونها الله عز وجل بجنة عرضها السماوات والأرض... هـمهم في الحياة: دينهم وأمتهم، وخيرهم الذي يقدمونه للناس ليعودوا إلى الله ويتوبوا إليه.

2- أن يكونوا من الغرباء بأفكارهم وأرواحهم ومشاعرهم، وممن وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: ( فطوبى للغرباء ) ، وهي غربة إيجابية قوية عزيزة أبية شامخة، لا يغرهم المال، ولا يخدعهم بريق الذهب، لا يخافون ولا يطمعون.

3- أن يكونوا متوازنين معتدلين يؤدون حق ربهم وأنفسهم وأسرهم ومجتمعهم، يأخذون بالعزائم ولا يغفلون الرخص، يبشرون ولا ينفرون، وييسرون ولا يعسرون، لا يبرئون أنفسهم ويتهمون غيرهم، غيورين على دينهم، متسامحين مع مخالفيهم، مؤمنين بفكرتهم، معتدلين برأيهم؛ يمزجون بين الروح والمادة، ويربطون بين الدنيا والآخرة، والعلم والإيمان، والواقعية والمثالية، ويوازنون بين جوانب الحياة ونشاطاتها المختلفة.

4- أن يعمل الدعاة والمفكرون والفقهاء والمربون على إعداد هـذا الجيل، وتربيته روحيا وجسميا وعقليا وأخلاقيا واجتماعيا وسياسيا، وأن يحموه من نفسه، ثم من أعدائه وأصدقائه الجهلاء؛ حتى يكون جيل قوة وبناء، تتحرر على يديه بلاد المسلمين، وتعلو به راية الله في الأرض، وتسير في ركابه الملائكة، ولا تستطيع قوة في الأرض إيقاف زحفه، أو تضليله، أو الكيد له. [ ص: 174 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية