الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              قال القاضي رحمه الله : القرآن عربي كله لا عجمية فيه

              وقال قوم : فيه لغة غير العرب ، واحتجوا بأن المشكاة هندية والإستبرق فارسية . وقوله : { وفاكهة وأبا } قال بعضهم : الأب ليس من لغة العرب والعرب قد تستعمل اللفظة العجمية فقد استعمل في بعض القصائد العثجاة يعني صدر المجلس ، وهو معرب كمشكاة . وقد تكلف القاضي إلحاق هذه الكلمات بالعربية وبين أوزانها وقال كل كلمة في القرآن استعملها أهل لغة أخرى فيكون أصلها عربيا ، وإنما غيرها غيرهم تغييرا ما كما غير العبرانيون فقالوا للإله لاهوت وللناس ناسوت . وأنكر أن يكون في القرآن لفظ عجمي مستدلا بقوله تعالى : { لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين } [ ص: 85 ] وقال : أقوى الأدلة قوله تعالى : { ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي } ولو كان فيه لغة العجم لما كان عربيا محضا بل عربيا وعجميا ، ولاتخذ العرب ذلك حجة وقالوا : نحن لا نعجز عن العربية أما العجمية فنعجز عنها . وهذا غير مرضي عندنا ; إذ اشتمال جميع القرآن على كلمتين أو ثلاث أصلها عجمي وقد استعملتها العرب ووقعت في ألسنتهم لا يخرج القرآن عن كونه عربيا وعن إطلاق هذا الاسم عليه ولا يتمهد للعرب حجة ، فإن الشعر الفارسي يسمى فارسيا وإن كانت فيه آحاد كلمات عربية إذا كانت تلك الكلمات متداولة في لسان الفرس ; فلا حاجة إلى هذا التكلف .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية