الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            والحرمة بالضم ما لا يحل انتهاكه والحرمة المهابة وهذه اسم من الاحترام مثل : الفرقة من الافتراق والجمع حرمات [ ص: 132 ] مثل : غرفة وغرفات وشهر حرام وجمعه حرم بضمتين فالأشهر الحرم أربعة واحد فرد وثلاثة سرد وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم والبيت الحرام والمسجد الحرام والبلد الحرام أي لا يحل انتهاكه ويقال ذو رحم محرم أي لا يحل نكاحه قاله الجوهري وقال الأزهري المحرم ذات الرحم في القرابة التي لا يحل تزوجها يقال ذو رحم محرم فيجعل محرم وصفا لرحم لأن الرحم مذكر وقد وصفه بمذكر كأنه قال ذو نسب محرم والمرأة أيضا ذات رحم محرم قال الشاعر

                                                            وجارة البيت أراها محرما كما براها الله إلا إنما     مكارم السعي لمن تكرما

                                                            أي أجعلها علي محرمة كما خلقها الله كذلك ومن أنث الرحم يمنع من وصفها بمحرم لأن المؤنث لا يوصف بمذكر ويجعل محرما صفة للمضاف وهو ذو وذات على معنى شخص وكأنه قيل شخص قريب محرم فيكون قد وصف مذكرا بمذكر أيضا ومحرم بمعنى حرام والحرمة أيضا المرأة والجمع حرم مثل : غرفة وغرف والمحرمة بفتح الراء وضمها الحرمة التي لا يحل انتهاكها والمحرم وزان جعفر مثله والجمع المحارم .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية