إسلام ويب - المصباح المنير في غريب الشرح الكبير - كتاب الخاء

الخليفة بمعنى السلطان الأعظم فيجوز أن يكون فاعلا لأنه خلف من قبله أي جاء بعده ويجوز أن يكون مفعولا لأن الله تعالى جعله خليفة أو لأنه جاء به بعد غيره كما قال تعالى : { هو الذي جعلكم خلائف في الأرض } .

قال بعضهم ولا يقال خليفة الله بالإضافة إلا لآدم وداود لورود النص بذلك . وقيل يجوز وهو القياس لأن الله تعالى جعله خليفة كما جعله سلطانا وقد سمع سلطان الله وجنود الله وحزب الله وخيل الله والإضافة تكون بأدنى ملابسة . وعدم السماع لا يقتضي عدم الاطراد مع وجود القياس ولأنه نكرة تدخله اللام للتعريف فيدخله ما يعاقبها وهو الإضافة كسائر أسماء الأجناس . والخليفة أصله خليف بغير هاء لأنه بمعنى الفاعل والهاء مبالغة مثل : علامة ونسابة ويكون وصفا للرجل خاصة ومنهم من يجمعه باعتبار الأصل فيقول الخلفاء مثل : شريف وشرفاء وهذا الجمع مذكر فيقال ثلاثة خلفاء ومنهم من يجمع باعتبار اللفظ فيقول الخلائف ويجوز تذكير العدد وتأنيثه في هذا الجمع فيقال ثلاثة خلائف وثلاث خلائف وهما لغتان فصيحتان وهذا خليفة آخر بالتذكير ومنهم من يقول خليفة أخرى بالتأنيث والوجه الأول واستخلفته جعلته خليفة لي وخلف الله عليك كان خليفة [ ص: 179 ] أبيك عليك أو من فقدته ممن لا يتعوض كالعم ، وأخلف عليك بالألف رد عليك مثل ما ذهب منك ، وأخلف الله عليك مالك ، وأخلف لك مالك وأخلف لك بخير وقد يحذف الحرف فيقال أخلف الله عليك ولك خيرا قاله الأصمعي والاسم الخلف بفتحتين قال أبو زيد وتقول العرب أيضا خلف الله لك بخير وخلف عليك بخير يخلف بغير ألف . .