الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            ومؤخر العين ساكن الهمزة ما يلي الصدغ ومقدمها بالسكون طرفها الذي يلي الأنف قال الأزهري : مؤخر العين ومقدمها بالتخفيف لا غير وقال أبو عبيدة مؤخر العين الأجود فيه التخفيف فأفهم جواز التثقيل على قلة ومؤخر كل شيء بالتثقيل والفتح خلاف مقدمه وضربت مؤخر رأسه وأخرته ضد قدمته فتأخر والأخر وزان فرح بمعنى المطرود المبعد يقال : أبعد الله تعالى الأخر أي من غاب عنا وبعد حكما .

                                                            وفي حديث ماعز إن الأخر زنى يعني نفسه كأنه مطرود ومد همزته خطأ والأخير مثال كريم والآخر على فاعل خلاف الأول ولهذا ينصرف ويطابق في الإفراد والتثنية والتذكير والتأنيث فتقول أنت آخر خروجا ودخولا وأنتما آخران دخولا وخروجا ونصبهما على التمييز والتفسير والأنثى آخرة والآخر بالفتح بمعنى الواحد ووزنه أفعل قال الصغاني الآخر أحد الشيئين يقال جاء القوم فواحد يفعل كذا وآخر كذا وآخر كذا أي وواحد قال الشاعر

                                                            إلى بطل قد عقر السيف خده وآخر يهوي من طمار قتيل

                                                            والأنثى أخرى بمعنى الواحدة أيضا قال تعالى : { فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة } قال الأخفش إحداهما تقاتل والأخرى كافرة ويجمع الآخر لغير العاقل على الأواخر مثل اليوم الأفضل والأفاضل وإذا وقع صفة لغير العاقل أو حالا له أو خبرا [ ص: 8 ] له جاز أن يجمع جمع المذكر وأن يجمع جمع المؤنث وأن يعامل معاملة المفرد المؤنث فيقال هذه الأيام الأفاضل باعتبار الواحد المذكر والفضليات والفضل إجراء له مجرى جمع المؤنث لأنه غير عاقل والفضلى إجراء له مجرى الواحدة وجمع الأخرى أخريات وأخر مثل كبرى وكبريات وكبر ومنه جاء في أخريات الناس وقولهم في العشر الآخر على فاعل أو الأخير أو الأوسط أو الأول بالتشديد عامي لأن المراد بالعشر الليالي وهي جمع مؤنث فلا توصف بمفرد بل بمثلها ويراد بالآخر والآخرة نقيض المتقدم والمتقدمة ويجمع الآخر والآخر على الأواخر .

                                                            وأما الأخر بضمتين فبمعنى المؤخر والأخرة وزان قصبة بمعنى الأخير يقال جاء بأخرة أي : أخيرا ، والأخرة : على فعلة بكسر العين النسيئة يقال بعته بأخرة ونظرة .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية