الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

ظاهرة التطرف والعنف (من مواجهة الآثار إلى معالجة الأسباب) [الجزء الثاني]

نخبة من الباحثين

الأسباب الفقهية للعنف

حالة العنف لها أسباب كثيرة تتعلق بعلوم وقضايا معرفية وحضارية وثقافية متنوعة. ومن هذه الأسباب ما يتعلق بالعلوم الفقهية، وبكيفية التعاطي والتعامل معها، فهما وتنظيرا، تطبيقا وتنـزيلا، ترجيحا وتنقيحا.

بل إن العنف المتحدث عنه في هذا السياق هو العنف الذي يعبر عن أفهام وممارسات فقهية في مختلف العلوم الفقهية المبينة في هذا البحث، أي أن هذا العنف قد يتأسس أحيانا على فهم حرفي للنصوص وفهم ظـاهري للأحـكام مجرد عن أصوله الفقهية الاستنباطية أو عن مقاصده وغاياته الشرعية، أو عن أدبياته وأخلاقيته الخلافية والحوارية.

ومن هنا، فإن الحديث عن الأسباب الفقهية المؤدية إلى قيام حالات أو ظواهر من العنف قد يتطرق إلى عناصر عدة، تتعلق بكيفية التعامل مع العلوم الفقهية نفسها، وبالجهة التي يصدر منها العمل الفقهي، وبالجهات الخارجية والموضوعية التي لها اتصال ما بالفقه ورجالاته وهيئاته. [ ص: 48 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية