الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 174 ] فصل : وإن غصب من ذمي خمرا ، لزمه ردها ; لأنه يقر على شربها . وإن غصبها من مسلم ، لم يلزم ردها ، ووجبت إراقتها ; { لأن أبا طلحة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أيتام ورثوا خمرا ، فأمره بإراقتها . } وإن أتلفها أو تلفت عنده ، لم يلزمه ضمانها ; لأن ابن عباس روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه } .

                                                                                                                                            ولأن ما حرم الانتفاع به ، لم يجب ضمانه ، كالميتة والدم ، فإن أمسكها في يده حتى صارت خلا ، لزم ردها على صاحبها ; لأنها صارت خلا ، على حكم ملكه ، فلزم ردها إليه ، فإن تلفت ، ضمنها له ; لأنها مال للمغصوب منه تلف في يد الغاصب ، وإن أراقها فجمعها إنسان ، فتخللت عنده ، لم يلزمه رد الخل ; لأنه أخذها بعد إتلافها ، وزوال اليد عنها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية