الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3779 ) فصل : وإن وكل امرأته في بيع أو شراء أو غيره ، ثم طلقها ، لم تنفسخ الوكالة ; لأن زوال النكاح لا يمنع ابتداء الوكالة ، فلا يقطع استدامتها . وإن وكل عبده ، ثم أعتقه ، أو باعه ، لم ينعزل ; لذلك .

                                                                                                                                            ويحتمل أن ينعزل ، لأن توكيل عبده ليس بتوكيل في الحقيقة ، إنما هو استخدام بحق الملك ، فيبطل بزوال الملك . وإذا باعه فقد صار إلى ملك من لم يأذن في توكيله ، وثبوت ملك غيره فيه يمنع ابتداء توكيله بغير إذنه ، فيقطع استدامته . وهكذا الوجهان فيما إذا وكل عبد غيره ثم باعه . والصحيح أن الوكالة لا تبطل ; لأن سيد العبد أذن له في بيع ماله ، والعتق لا يبطل ; الإذن . وهكذا إن باعه ، إلا أن المشتري إن رضي ببقائه على الوكالة ، بقي ، وإن لم يرض بذلك ، بطلت الوكالة

                                                                                                                                            وإن وكل عبد غيره ، فأعتقه ، لم تبطل الوكالة ، وجها واحدا ; لأن هذا توكيل [ ص: 73 ] حقيقة ، والعتق غير مناف له . وإن اشتراه الموكل منه لم تبطل الوكالة ; لأن ملكه له لا ينافي إذنه له في البيع أو الشراء .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية