الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4174 ) فصل : وكره أحمد كراء الحمام . وسئل عن كرائه ، فقال : أخشى . فقيل له : إذا شرط على المكتري أن لا يدخله أحد بغير إزار . فقال : ومن يضبط هذا ؟ وكأنه لم يعجبه . قال ابن حامد : هذا على طريق الكراهة تنزيها لا تحريما ; لأنه تبدو فيه عورات الناس ، فتحصل الإجارة على فعل محظور ، فكرهه لذلك ، فأما العقد فصحيح . وهذا قول أكثر أهل العلم . قال ابن المنذر : أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم ، أن كراء الحمام جائز ، إذا حدده ، وذكر جميع آلته شهورا مسماة

                                                                                                                                            وهذا قول مالك ، والشافعي ، وأبي ثور ، وأصحاب الرأي ; لأن المكتري إنما يأخذ الأجر عوضا عن دخول الحمام والاغتسال بمائه ، [ ص: 261 ] وأحوال المسلمين محمولة على السلامة ، وإن وقع من بعضهم فعل ما لا يجوز ، لم يحرم الأجر المأخوذ منه ، كما لو اكترى دارا ليسكنها ، فشرب فيها خمرا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية