الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السابع في لبسه صلى الله عليه وسلم الحلة

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه بقي بن مخلد - بلفظ : أحسن ما يكون من اليمنية .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي - وحسنه - عن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعليه حلة حمراء ، وتقدم مبسوطا في باب حسنه صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار وأبو القاسم البغوي عن قدامة الكلابي رضي الله تعالى عنه قال : رأيت عشية عرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه حلة حبرة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن مالكا ذا يزن أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة أخذها بثلاثة وثلاثين ناقة فقبلها .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن البراء رضي الله تعالى عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعا ، وقد رأيته في حلة حمراء ، ما رأيت شيئا أحسن منه صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو الشيخ عن عبد الله بن الحارث قال : اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة بسبع وعشرين ناقة فلبسها .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه ابن سعد عن علي بن زيد عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بلفظ : بسبع وعشرين أوقية ، ورجاله ثقات إلا عليا وكذلك إسحاق ، وعلي متكلم فيه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد بسند رجاله ثقات ، وهو مرسل ، عن ابن سيرين أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى حلة ، وإما قال : ثوبا بتسع وعشرين ناقة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن أبي جحيفة رضي الله تعالى عنه قال : رأيت بلالا رضي الله تعالى عنه جاء بعنزة فركزها ، ثم أقام الصلاة ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في حلة حمراء شمراء الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الزبير بن بكار عن يزيد بن عياض رحمه الله تعالى قال : أهدى حكيم بن حزام رضي الله تعالى عنه للنبي صلى الله عليه وسلم في الهدنة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش حلة ذي يزن اشتراها بثلاثمائة دينار ، فردها عليه ، وقال : «إني لا أقبل هدية مشرك » ، فباعها حكيم ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اشتراها له فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه حكيم قال له :


                                                                                                                                                                                                                              يحبس الحكام بالفضل بعد ما بدا سابق ذو غرة وجحول



                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 301 ] وروى مسلم وابن عساكر رضي الله تعالى عنه قال : كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلبسها الحبرة .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية