الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيه : قال الحافظ : وردت رواية ضعيفة أنه كان تختم أولا في اليمين ، ثم حوله إلى اليسار .

                                                                                                                                                                                                                              رواه ابن عدي من حديث ابن عمر ، واعتمد عليها البغوي في شرح السنة ، فجمع بين الأحاديث المختلفة بأنه تختم أولا في يمينه ، ثم تختم في شماله ، وكان ذلك آخر الأمرين ، وقال ابن أبي حاتم : رسالة أبي زرعة عن اختلاف الأحاديث في ذلك فقال : لا يثبت هذا ، ولكن يمينه أكثر .

                                                                                                                                                                                                                              وقال البيهقي في الأدب : يجمع بين الأحاديث بأن الذي لبسه في يمينه هو خاتم الذهب ، كما صرح به في حديث ابن عمر ، والذي لبسه في يساره هو خاتم الفضة ، وجمع غيره : بأنه لبس الخاتم أولا في يمينه ، ثم حوله إلى يساره ، وفي المسألة عند الشافعية اختلاف ، والأصح اليمين ، قال الحافظ : ويظهر لي أن ذلك يختلف باختلاف الفعل ، فإن كان اللبس [ ص: 327 ] للتزين فاليمين أفضل ، وإن كان للختم فاليسار أولى ، لأنه يكون كالمودع فيها ، ويحصل تناوله باليمين ، وكذا وضعه فيها ، ويترجح الختم في اليمين مطلقا لأن اليسار آلة الاستنجاء ، فيصان الخاتم إذا كان في اليمين عن أن تصيبه النجاسة ، ويترجح الختم باليسار بما أشرت إليه من التناول ، ونقل النووي وغيره الإجماع على الجواز ، ثم قال : ولا كراهة عند الشافعية ، وإنما الاختلاف في الأفضل ، والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 328 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية