الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثاني في رهانه عليها صلى الله عليه وسلم ومسابقته بها

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد برجال ثقات عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل وراهن .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود والدارقطني قال : سابق نبي الله صلى الله عليه وسلم بين القرح ، وفضل القرح في الغابة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وأبو داود والدارقطني عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضمر الخيل ، زاد الأخير أن يسابق بها .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني برجال الصحيح والختلي في كتاب الفروسية عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل ، وجعل بينها سبقا ، وجعل فيها محلا ، وقال : «لا سبق إلا في حافر أو نصل » .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام مالك ، وأبو داود والترمذي والنسائي والإمام أحمد عنه قال : أجرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضمر من الخيل من الحفياء إلى ثنية الوداع ، وأجرى ما لم يضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق ، قال ابن عمر : وكنت فيمن أجرى قال سفيان : من الحفياء إلى الثنية خمسة أميال ، وفي رواية ستة أو سبعة ، ومن الثنية إلى مسجد بني زريق ميل أو نحوه ، وعند الإمام أحمد ، قال عبد الله : وكنت فارسا يومئذ فسبقت الناس فطفف ، وفي لفظ : فطفر بي الفرس مسجد بني زريق ، وفي لفظ : اقتحم بي جرفا فصرعني ، وفي لفظ : وثب بي المسجد ، وكان جداره قصيرا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو عبيدة عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق بين الخيل وأعطى السبق وأمر بها أن تضمر ، وجعل غايته الربع والخداع من القائمة ، وأجرى التخرج من الحفياء وجعل الغاية المعلى .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد برجال ثقات ، والدارقطني ، والطبراني عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم راهن على فرس يقال لها سبحة فجاءت سابقة ، فهش لذلك وأعجبه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن جابر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمر الخيل ، وسابق بينها .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 394 ] وروى البزار عن بريدة رضي الله تعالى عنه قال : ضمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل ، ووقت لإضمارها وقتا ، وقال : «يوم كذا وكذا ، وموضع كذا وكذا » ، وأرسل الخيل التي ليست مضمرة من دون ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والطبراني - برجال ثقات - عن أبي لبيبة رضي الله تعالى عنه قال : راهن رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس يقال لها سبحة ، فسبق الناس ، فهش لذلك ، وأعجبه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن عروة بن مضرس ، رضي الله تعالى عنه أنه كان يسوق فرسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تبارك الذي كفت حوافرهن ، وسوافلهن » .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن أبي عن حثمة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فجرى به ، فرجع إلينا فقال : «وجدناه بحرا » .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أيضا عن عبد الله بن معقل رضي الله تعالى عنه قال : بينا نحن جلوس بالمدينة إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس له ، فانطلق حتى خفي علينا ، ثم أقبل وهي تعدو - الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحافظ أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي في فوائده عن واثلة بن الأسقع رضي الله تعالى عنه قال : أجرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسه الأدهم في خيول المسلمين في المحصب بمكة ، فجاء فرسه سابقا ، فجثا على ركبتيه حتى إذا سر به ، قال : «إنه لبحر » فقال ابن الخطاب في قوله : ولو كان صابرا أحد عن الخيل لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بذلك حيث يقول :


                                                                                                                                                                                                                              وإن جياد الخيل لا تستفزني ولا جاعلات العاج فوق المعاصم



                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية