الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4719 26 - حدثنا صدقة بن الفضل ، أخبرنا يحيى ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال عمر : أبي أقرؤنا ، وإنا لندع من لحن أبي ، وأبي يقول : أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أتركه لشيء ، قال الله تعالى : ما ننسخ من آية أو ننسأها نأت بخير منها أو مثلها

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " أبي أقرؤنا " لأنه يدل على أنه أقرأ القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويحيى هو ابن سعيد القطان ، وسفيان هو الثوري .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري في تفسير سورة البقرة ، عن عمرو بن علي ، حدثنا يحيى ، أخبرنا سفيان ، عن حبيب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال عمر رضي الله تعالى عنه : أقرؤنا أبي ، وأقضانا علي ، وإنا لندع ، إلى آخره ، وقال المزي في الأطراف : ليس في رواية صدقة ذكر علي ، قلت : كذا في رواية الأكثرين ; ولكن ثبت في رواية النسفي في البخاري ، وكذا ألحق الحافظ الدمياطي ذكر علي هنا وصححه ، وقال بعضهم : ليس هذا بجيد ; لأنه ساقط من رواية الفربري التي عليها مدار روايته ، قلت : هذا عجيب ، وكيف ينكر هذا على الدمياطي وقد سبقه النسفي به ، والذي لاح للدمياطي ما لاح لهذا القائل فلهذا قدم الإنكار .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وإنا لندع " أي : لنترك ، قوله : " من لحن أبي " ولحن القول فحواه ومعناه ، والمراد به هنا القول ، وقال الهروي : اللحن بسكون الحاء اللغة وبالفتح الفطنة ، واللحن أيضا إزالة الإعراب عن وجهه بالإسكان ، قوله : " وأبي يقول " جملة حالية ، قوله : " لشيء " أي : لناسخ ، وكان أبي لا يسلم نسخ بعض القرآن ، وقال : لا أترك القرآن الذي أخذته من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل ناسخ ، واستدل عمر رضي الله تعالى عنه بالآية الدالة على النسخ .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية